هارتس: غضب مصري وتوتر في العلاقات مع اسرائيل بسبب رفض طلب السيسي والمخابرات

يسود توتر في العلاقات بين إسرائيل ومصر، منذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مطلع الأسبوع الماضي، بوساطة مصر. ويأتي توتر العلاقات إثر رفض إسرائيل طلب مصر لجم عملياتها العسكرية في الضفة الغربية في أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي.

تابعوا تطبيق “عرب ٤٨”… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

فغداة وقف إطلاق النار، أي يوم الإثنين من الأسبوع الماضي، جرى اتصال هاتفي “مطول” بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، شكر خلاله الأخير السيسي على جهود مصر من أجل وقف إطلاق النار، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الجمعة.

وجاء في بيان صادر عن مكتب لبيد حينها أن الأخير شكر السيسي على “جهوده المكثفة من أجل التوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة”، وأن السيسي “طرح القضية الفلسطينية”.

إلا أن بيان لبيد لم يذكر، وفقا للصحيفة، أن السيسي طلب من لبيد لجم العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، في الفترة التالية، كي لا يتجدد الصدام بين إسرائيل والجهاد في القطاع. ويذكر أن إسرائيل شنت العدوان الأخير على غزة بادعاء أن الجهاد هددت بالانتقام لاعتقال القيادي في الجهاد، بسام السعدي، في مخيم جنين، والذي رافقته مقاطع مصورة لاعتقال السعدي بشكل همجي.

وأثناء المحادثة بين السيسي ولبيد، استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عمليات في الضفة، واغتالت خلالها الناشط إبراهيم النابلسي، في نابلس. واستشهد في هذه العملية النابلسي وناشطين آخرين.

وأفادت الصحيفة بأنه في أعقاب ذلك “استشاط المصريون غضبا”. فقد توقع المصريون أن تصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي، في أعقاب محادثة السيسي – لبيد، بلجم عملياته، لكن مضمون المحادثة، وخاصة طلب السيسي، لم ينقل إلى الجيش الإسرائيلي ووزارة الأمن.

وينضم هذا الغضب المصري إلى توتر آخر بين الجانبين، سببه أن إسرائيل فاجأت مصر بشن العدوان على غزة، قبل أسبوعين، في الوقت الذي توقع فيه ضباط المخابرات المصرية إفساح المجال لهم لتهدئة الوضع وتبديد التوتر حول قطاع غزة، عندما فرضت إسرائيل إغلاقا على “غلاف غزة” في الأيام الأربعة التي سبقت العدوان. إلا أن لبيد ووزير الأمن، بيني غانتس، صادقا، في الخامس من آب/أغسطس الجاري، أن يغتال الجيش الإسرائيلي والشاباك قائد المنطقة الشمالية لقطاع غزة في الجهاد، تيسير الجعبري.

وفي مساء اليوم التالي، أعلنت مصر أنها باتت قريبة من تفاهمات مع الجهاد حول وقف إطلاق نار، لكن إسرائيل اغتالت قائد المنطقة الجنوبية للقطاع في الجهاد، خالد منصور. كذلك رفضت إسرائيل أن يشمل بيانا مصريا حول وقف إطلاق النار أن مصر تسعى للإفراج عن السعدي وعن المعتقل الإداري المضرب عن الطعام، خليل عواودة.

ووفقا للصحيفة، فإن “الغضب المصري أدى إلى المس بالتنسيق الأمني المتواصل مع إسرائيل”، لكن “يرجح أن يتبدد التوتر مع مصر في نهاية الأمر”، مثلما حدث في أعقاب توترات سابقة، لأن “المصالح الإستراتيجية المشتركة للدولتين أكبر من إمكانية تجاهلها”.