في تحليل إخباري بصحيفة هآرتس، قال الكاتب عودة بشارات إن كل الدلائل تشير إلى أن عائلات الأسرى الإسرائيليين وآلاف المتظاهرين الداعمين لهم أصيبوا بخيبة أمل إزاء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة من شأنه أن يفضي إلى إطلاق سراحهم.
وأضاف أن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خططا أخرى، ناقلا عن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، ويليام بيرنز، تصريحه يوم السبت أنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق هو “في النهاية مسألة إرادة سياسية”. والإرادة السياسية -وفق تحليل بشارات- هي آخر شيء يبديه نتنياهو.
ويرى العديد من المحللين والعالمين ببواطن الأمور أن ثمة علاقة بين التوصل إلى الصفقة التي طال انتظارها لتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، ومحاولة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب العودة إلى البيت الأبيض، وفق “الجزيرة”.
واقتبس بشارات -وهو صحفي من فلسطينيي 48- فقرة من مقال للكاتب توماس فريدمان نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي جاء فيه أنه لن يُفاجأ “إذا زاد (نتنياهو) حدة (العمليات) فعليا في غزة خلال الفترة من الآن وحتى يوم الانتخابات” الأميركية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأعرب فريدمان عن اعتقاده بأن السبب في ذلك يعود إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “يريد فوز ترامب حتى يستطيع إبلاغه بأنه هو من ساعده على الفوز”.
وتعليقا على ذلك، يرى بشارات أن فوز ترامب هو فوز لنتنياهو، فالمرء يفعل كل ما في وسعه لمساعدة صديقه.
وزعم الكاتب في تحليله أن نتنياهو ليس هو اللاعب الوحيد في الساحة المحلية، ومع ذلك فهو مقدر له أن يضطلع بدور مهم في “صياغة النظام العالمي الجديد”.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “يمتلك كنزا في جيبه متمثلا في 101 أسير يقبعون في جحيم غزة”. وعوضا عن أن يعمل على إطلاق سراحهم قبل الانتخابات الأميركية، التي قد تعزز فرص نائبة الرئيس كامالا هاريس في الفوز، يحتفظ نتنياهو بهذه “الهدية التي لا تقدر بثمن” لحليفه ترامب. ويصف بشارات العلاقة بين الرجلين بأنه “تحالف لقوى الظلام”.
ويمضي بشارات في تحليله فيقول، ساخرا، إنه لم يتبق سوى شهرين قبل الانتخابات الأميركية، “مما يعني شهرين من المعاناة والخطر الداهم، وفي سبيل ذلك فأي معنى لأرواح 101 رهينة مقابل المهمة المقدسة لتغيير النظام العالمي؟ ففي نهاية المطاف، المكاسب تُشترى بالعرق والدم، وليس بالقادة بطبيعة الحال بل بالشعوب”.
ووفقا للكاتب، فإن نتنياهو يعامل بايدن “الصهيوني” المحب لإسرائيل كما عامل وما يزال يعامل به الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي “اتخذ موقفا حازما ضد النضال المسلح”، في سعيه لاستنهاض “حركة كفاح شعبي بعيدا عن القنابل ودوي الرصاص”.
وفي مقابل ذلك، لم ينل عباس من نتنياهو سوى “الإذلال”، والغارات المتكررة على المدن ومخيمات اللاجئين، وإظهار “موقف أبوي عاطفي” تجاه “مثيري الشغب اليهود” الذين يدمرون القرى ويطردون سكانها الفلسطينيين.