هجمات الاحتلال تنتقل إلى مخيم للاجئي غزة

انتقل الخط الأمامي لحرب عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي دخلت الآن أسبوعها السابع، إلى مخيم جباليا للاجئين، وهو عبارة عن منطقة كثيفة من المباني الخرسانية بالقرب من مدينة غزة تؤوي عائلات نزحت في حرب عام 1948 التي أعقبت قيام إسرائيل. في الوقت الذي وسع فيه الجيش عملياته في شمال قطاع غزة، حيث ظل السكان من دون كهرباء أو إمكانية الوصول بشكل موثوق إلى الماء والغذاء والمستلزمات الطبية لأسابيع.

وقال الجيش، إن مقاتلي حماس أعادوا تجميع صفوفهم هناك وفي مناطق شرقية أخرى بعد طردهم من معظم أنحاء مدينة غزة.

ظروف مزرية

وقد ألحقت الحرب خسائر فادحة بالمدنيين الفلسطينيين، وبخاصة أولئك الذين بقوا في الشمال بعد أن دعت إسرائيل الناس مراراً وتكراراً إلى الفرار من الجنوب.

ومن غير الواضح عدد الأشخاص الذين بقوا في المخيمات، لكن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين تقدر أن نحو 160 ألف شخص ما زالوا في ملاجئها هناك، على الرغم من أنها لم تعد قادرة على تقديم الخدمات.

وفر نحو 1.7 مليون فلسطيني، أي نحو ثلاثة أرباع سكان غزة، من منازلهم، واحتشد عديد منهم في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة وغيرها من المرافق في جنوب القطاع.

ومع امتلاء الملاجئ، اضطر الناس للنوم في الشوارع بالخارج، حتى مع هطول أمطار الشتاء على الجيب الساحلي في الأيام الأخيرة. هناك نقص في الغذاء والمياه والوقود اللازم لتشغيل المولدات في جميع أنحاء قطاع غزة، الذي لا تتوفر فيه الكهرباء المركزية منذ أكثر من شهر.

وتواصل إسرائيل ضرب ما تقول إنها أهداف مسلحة في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك منطقة الإخلاء الجنوبية، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى مقتل النساء والأطفال، وأشار المسؤولون إلى أنها قد توسع عملياتها في الجنوب قريبًا.

حدة القتال

وتصاعدت حدة القتال أيضا خارج المستشفى الإندونيسي القريب حيث قال مسؤولو صحة فلسطينيون، إن غارة جوية قتلت 12 شخصا،الإثنين. وقالوا الثلاثاء، إن مئات المرضى والنازحين محاصرون بالداخل مع تضاؤل ​​الإمدادات بعد إجلاء نحو 200 شخص في اليوم السابق.

وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون كبار في حماس، إنهم على وشك التوصل إلى اتفاق من خلال وسطاء دوليين للإفراج عن بعض ما يقدر بنحو 240 شخصًا احتجزتهم الحركة كرهائن في هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر الذي أدى إلى الحرب. وتعثرت المحادثات مرارا وتكرارا، وثبت أن التوقعات السابقة بحدوث انفراجة سابقة لأوانها.

عنف وغارات

وقال الجيش الإسرائيلي، إن القوات «تجهز ساحة المعركة» في منطقة جباليا، قائلا إنها ضربت ثلاثة ممرات أنفاق كان يختبئ فيها المقاتلون ودمرت قاذفات الصواريخ. وأظهرت لقطات نشرها الجيش جنودا إسرائيليين يقومون بدورية راجلة بينما ترددت أصوات إطلاق النار من حولهم.

وقال سكان، إن قتالاً عنيفاً دار بينما حاولت القوات الإسرائيلية التقدم تحت غطاء الغارات الجوية. وقال حمزة أبو منصور، وهو طالب جامعي، إن “الاحتلال (الإسرائيلي) يحاول محاصرة المخيم”.

وفي مواجهة الغارات الجوية والقوات الإسرائيلية المتقدمة، لجأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الشمال إلى المستشفيات، لكن تم إفراغها بشكل مطرد مع وصول القتال إلى أبوابها، ولم يعد معظمها يعمل.

وقال مايكل رايان، المسؤول الكبير في منظمة الصحة العالمية، إن وضع المستشفيات في غزة “كارثي”. وفي الشمال «إنه أسوأ ما يمكن أن تتخيله».

وقال منير البرش، وهو مسؤول كبير بوزارة الصحة قال، إنه كان داخل المستشفى الإندونيسي، لقناة “الجزيرة” عبر الهاتف، إن القوات الإسرائيلية حاصرته، مما أجبر العاملين في المجال الصحي على دفن 50 جثة في الفناء. ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.

وقال مسؤولون فلسطينيون، إن قذيفة إسرائيلية أصابت المستشفى، الإثنين، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا. ونفت إسرائيل قصف المستشفى، لكنها قالت، إن قواتها ردت بإطلاق النار على المسلحين الذين استهدفوها من الداخل.

ولا يزال ما يصل إلى 600 جريح ونحو 2000 نازح فلسطيني عالقين في المستشفى، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

ارتفاع الحصيلة

وقتل أكثر من 12700 فلسطيني في غزة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية. ويقول المسؤولون هناك إن 4 آلاف آخرين في عداد المفقودين.

وأكد المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية الدكتور مايكل راين زيادة عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على 11 ألف حالة شخص حتى الجمعة، مستدركا أنه من المؤكد أن العدد ارتفع منذ ذلك الحين.

وأوضح أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين قتلوا هم من النساء والأطفال، ولا تزال هناك أعداد كبيرة من الأشخاص في عداد المفقودين، وقد يشمل ذلك ما يصل إلى 1.500 طفل.

تسبب الاحتلال الإسرائيلي بـ:

– استشهاد أكثر من 12700 فلسطيني في غزة

– تعرض النظام الصحي في غزة لضغوط شديدة

– الغالبية العظمى من المستشفيات مغلقة

– يوجد فقط 7 مستشفيات من أصل 36 تعمل في غزة

– توقفت جميع المرافق الصحية في الجزء الشمالي عن العمل.