وأنه يمكنهم تنفيذ الهجوم، حيث نفذوا سابقا أكثر من ستة هجمات في روسيا منذ عام 2016. ولطالما اعتبرت الحركة روسيا عدوًا مثل الولايات المتحدة. ومن خلال تحمله المسؤولية عن هجوم 22 مارس، ادعى داعش بمصداقية قائلا: «دع روسيا الصليبية وحلفاءها يعرفون أن المجاهدين لا ينسون الانتقام».
إعلان الخلافة
ويقول الخبراء إنه في أول خطاب لزعيمه المؤسس عقب إعلان خلافة داعش في يوليو 2014، خص أبو بكر البغدادي بالهجوم على «اليهود والصليبيين وحلفائهم» وأشار إليهم «بقيادة أمريكا و روسيا وتعبئتها من قبل اليهود». لذا فإن الدافع والنية واضحان. ومن حيث القدرة، فمن الواضح أن داعش كان له بالفعل وجود راسخ في روسيا بالنظر إلى اعتقال عشرين من عناصر داعش هناك في العام الماضي وحده.
وكانت روسيا قد أعلنت مؤخرًا عن إحباط هجوم في موسكو من قبل فرع داعش الأفغاني.
تخطيط الهجمات
ويفسر الخبراء تساؤلا ثانيا وهو هل متلك هذه المجموعة القدرة على التخطيط وشن هجمات خارج أفغانستان؟ بأنه نعم يمكنهم ذلك، ففي شهادته أمام الكونجرس قبل عام، حذر جنرال الجيش الأمريكي مايكل كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، من أن داعش – خراسان، الفرع الذي يعتقد أنه المسؤول عن الهجوم على الحفل الموسيقي في موسكو، يمكن أن ينفذ «عمليات خارجية ضد المصالح الأمريكية أو الغربية في الخارج». في أقل من ستة أشهر بدون سابق إنذار. و في يناير 2023، قالت مديرة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، كريستين أبي زيد، للكونجرس إن تنظيم داعش – خراسان هو «ممثل التهديد الذي يثير قلقي أكثر. ونحن نرى مؤشرات مقلقة على وجود تنظيم داعش في خراسان في أفغانستان وطموحه الذي قد يتجاوز تلك المنطقة المباشرة».
وقد تجلت قدرة التنظيم على شن الهجمات حتى في البيئات شديدة التأمين في يناير الماضي عندما أسفرت تفجيرات انتحارية مزدوجة عن مقتل 84 شخصاً في كرمان بإيران، خلال احتفالات إحياء الذكرى الرابعة لمقتل قاسم سليمان، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي. وكما حدث في الحادث الأخير في موسكو، حذرت الولايات المتحدة إيران، كما فعلت روسيا، مما يعتقد أنه هجوم إرهابي وشيك.
داعش اليوم
وأوضح تقرير فريق الرصد التابع للأمم المتحدة لعام 2023 كيف اعتمد تنظيم داعش – خراسان نظامًا قائمًا على الشبكة بدلاً من هيكله السابق من أعلى إلى أسفل. ويُعتقد أن هذا قد منح المجموعة مرونة إضافية بالإضافة إلى القدرة على «صد الهجوم كجزء من خطة خمسية ذات أهداف قصيرة المدى وطويلة المدى». ويقدر عدد مقاتلي داعش – خراسان بما يتراوح بين 4000 و6000 شخص لا ينحدرون من أفغانستان وباكستان فحسب، بل أيضًا من أذربيجان وإيران وتركيا، والأهم من ذلك في سياق الهجوم على الحفل الموسيقي في موسكو، من روسيا والعديد من دول آسيا الوسطى. ومن المحتمل أن يكون وجود المقاتلين الروس في صفوفه منذ عام 2017 على الأقل، والمعرفة والعمليات التي يجلبونها، قد عزز قدرة داعش – خراسان على العمل في بلدهم الأصلي.
تحذير الإرهاب
وكانت الولايات المتحدة قد حذرت روسيا في وقت سابق من هذا الشهر من أن «المتطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمعات كبيرة في موسكو». ولم يتم تقديم معلومات أكثر تحديدًا حول الهدف أو التوقيت أو نوع الهجوم، على الأقل وفقًا للتقارير المنشورة. وبناء على ذلك، كان التحذير خاليا من «المعلومات الاستخبارية القابلة للتنفيذ» التي ربما مكنت السلطات الروسية من تنفيذ تدابير أمنية فعالة.
ومع ذلك، فإن هذا يسلط الضوء مرة أخرى على ميزة الصدمة والمفاجأة التي يمتلكها الإرهابيون ضد خصومهم من الدول. فمن الممكن أن يهاجم الإرهابيون أي مكان، وفي أي وقت يختارونه، باستخدام أي تكتيكات وأسلحة يمتلكونها. فمن المستحيل بالنسبة للحكومات، حتى مع وجود إنذار مسبق مناسب، أن تدافع عن كل هدف، في كل مكان عبر مدينة ما، ناهيك عن بلد ما، من كل نوع محتمل من الهجمات.
ضحايا الهجوم
وتحولت قاعة الموسيقى في ضواحي موسكو حيث فتح مسلحون النار على رواد الحفل إلى خراب أسود مشتعل، حيث تجاوز عدد القتلى في الهجوم 130، واعتقلت السلطات الروسية أربعة من المشتبه بهم.
وأكد مسؤولو المخابرات الأمريكية ادعاء الجماعة التابعة لتنظيم داعش.
وأضاف: «يتحمل تنظيم داعش وحده المسؤولية عن هذا الهجوم». وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان: لم يكن هناك أي تدخل أوكراني على الإطلاق.
داعش – خراسان:
اعتمد التنظيم نظامًا قائمًا على الشبكة بدلاً من هيكله السابق من أعلى إلى أسفل
منحه التنظيم مرونة إضافية
يمتلك القدرة على «صد الهجوم كجزء من خطة خمسية ذات أهداف قصيرة المدى وطويلة المدى».
يقدر عدد مقاتليه بما يتراوح بين 4000 و6000
ينحدر مقاتليه من أفغانستان وباكستان وأذربيجان وإيران وتركيا وروسيا والعديد من دول آسيا الوسطى.
وجود المقاتلين الروس في صفوفه منذ عام 2017 على الأقل،عزز من قدرة داعش – خراسان على العمل.