أعدمت قوات خاصة من جيش الاحتلال، فجر أمس، ثلاثة شبان في مدينة جنين، بعد أن نصبت لهم كمينا في الحي الشرقي من المدينة، خلال عملية اقتحام واسعة أصيب خلالها عشرة مواطنين بالرصاص.
وأكدت مصادر طبية، ارتقاء الشهداء يوسف ناصر صلاح (23 عاما)، وهو شقيق الشهيد سعد صلاح من جنين، وبراء كمال لحلوح الملقب بـ”الشيشاني” (21 عاما) من مخيم حنين، وليث صلاح أبو سرور (24 عاما)، وهو شقيق الشهيد علاء أبو سرور من جنين.
وقال شهود عيان في روايات منفصلة لـ”الأيام”، إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال معززة بأكثر من 30 آلية عسكرية، اقتحمت المدينة وتحديدا الحي الشرقي، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة واشتباكات مسلحة مع مقاومين كان من بينهم الشهداء الثلاثة الذين كانوا داخل مركبة استهدفتها قوات إسرائيلية خاصة من لواء “غولاني” بالرصاص من عدة جهات، ما أدى إلى استشهاد الشبان الثلاثة على الفور جراء إصابتهم بعشرات الرصاصات.
وبحسب الشهود، فإن وحدات خاصة من “المستعربين” تسللت إلى المنطقة الشرقية من المدينة، قبل عملية الاقتحام التي شنتها قوات الاحتلال.
وقال أحد الشهود، إن قوات الاحتلال وضعت فرق القناصة في عدة مواقع مطلة على الحي الشرقي في المدينة، ونصبت كمينا للشهداء الثلاثة وأمطرت المركبة التي كانوا بداخلها بالرصاص، وهو مقطع وثقه أحد الشبان ممن يقطنون بالجوار وتداولته مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهر عددا كبيرا من الجنود يطلقون الرصاص عن قرب على المركبة دون أي سابق إنذار، قبل أن ينسحبوا من المكان.
وأضاف، إن الشبان والمقاومين حاولوا التصدي لقوات الاحتلال بعد الاشتباه بأنها جاءت لهدم منزل الشهيد رعد خازم منفذ عملية إطلاق النار في شارع “ديزينغوف” بقلب تل أبيب، ولكن تلك القوات دهمت منزل المواطن موسى عجاوي في الحي الشرقي وفتشته وعبثت بمحتوياته، ليتبين أن الهدف من عملية الاقتحام كان نصب كمين للمقاومين.
وأشار إلى أن المواجهات أسفرت أيضاً عن إصابة 10 مواطنين بالرصاص الحي، جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقالت “كتيبة جنين” في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان لها، “أقدمت قوات الاحتلال فجرا على اقتحام الحي الشرقي من مدينة جنين، حيث اشتبك المقاومون الثلاثة معها، ولحظة انسحابهم من المكان ودخولهم لأحد الشوارع في الحي للالتفاف على الجنود من الجهة المقابلة، فوجئ المجاهدون بكمين لقوات الاحتلال التي استهدفت المركبة التي كانوا يستقلونها بالرصاص ما أدى لارتقائهم إلى العلا شهداء”.
وقالت عائلة الشهيد لحلوح، إنها تلقت عدة تهديدات من مخابرات الاحتلال باغتيال نجلها براء الذي كان هدفا للمطاردة خلال الشهور الأخيرة، وتعرض لعدة محاولات اغتيال نجا منها جميعا، حتى إعدامه برفقة الشهيدين أبو سرور وأبو صلاح.
وأكد عم الشهيد لحلوح، أن أحد ضباط مخابرات الاحتلال هدد قبل أسابيع شقيقه كمال والد الشهيد بقتل ابنه في حال عدم تسليم نفسه، وقال له، “سأسلمك براء في كيس أسود”.
وادعى جيش الاحتلال، أنه تمكن من إحباط خلية في جنين بعد أعمال عسكرية قامت بها قوات من لواء “غولاني” للعثور على وسائل قتالية في منطقتين داخل المدينة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إنه خلال نشاط قواته في المنطقة الأولى تعرضت لإطلاق نار كثيف وإلقاء عبوات ناسفة وردت القوات بإطلاق نار، وفي طريقها إلى المنطقة الثانية رصدت القوات سيارة مشبوهة تقف بجانب الطريق حيث قام من بداخلها بإطلاق نار نحو الجنود الذين أطلقوا النار نحوهم، وبعد تمشيط السيارة تم العثور على رشاشين من نوع “M16” وسلاح من نوع “كارلو” وذخيرة حية وسترة واقية بحوزتهم.
وشيعت جماهير غفيرة من محافظة جنين، جثامين شهداء الفجر في مدينة ومخيم جنين، وسط مشاركة عسكرية لافتة لعشرات المقاومين من جميع القوى.
وانطلقت جماهير حاشدة مشاركة في تشييع جثامين الشهداء من أمام مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين، حيث جابت مسيرة التشييع شوارع المدينة ومخيمها، وسط هتافات غاضبة مطالبة بالرد على جرائم الاحتلال.
بعد ذلك، تفرق المشاركون في مسيرة التشييع، لينتقل قسم منهم إلى المدينة لتشييع جثماني الشهيدين أبو سرور وصلاح في المقبرة الشرقية بعد الصلاة على جثمانيهما في مسجد جنين الكبير، فيما شيعت حشود أخرى كبيرة جثمان الشهيد لحلوح إلى مقبرة شهداء ملحمة نيسان 2002 في مخيم جنين بعد الصلاة عليه في مسجد مخيم جنين الكبير.
وقال محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب، “اليوم (امس)، استفاقت جنين على جريمة جديدة ضحيتها ثلاثة شبان بعمر الورود أمطرهم جنود الاحتلال بوابل من الرصاص عقب اقتحام قوة خاصة الحي الشرقي من جنين، واستشهدوا على إثرها فورا.
وأكد الرجوب، أن قوات الاحتلال تمارس سياسة الاستدراج للشبان من خلال إعلانها اقتحام عدة مواقع، فيما يكون هدفها الحقيقي موقعا محددا.
وأضاف، “إن ما جرى فجرا بإعلان الاحتلال اقتحام نحو 12 موقعا في محافظة جنين، واستهداف أحد المنازل في مخيم جنين، باعتباره نقطة لاستدراج الشبان، الأمر الذي أوقع الشهداء والإصابات”.
وأشار إلى أنه منذ آذار الماضي، ارتقى نحو 26 شهيدا برصاص الاحتلال، ضمن عملية ممنهجة، وهذه المرة الرابعة التي يعلن فيها الاحتلال عن اقتحام عدد من المناطق، فيما يكون يخطط لاستهداف الشبان في منطقة أخرى.
وكانت اذاعة الجيش الاسرائيلي ذكرت ان عملية اغتيال نشطاء الجهاد الثلاثة في جنين ستدفع الجهاد الاسلامي الذي اعلن في وقت سابق عن قراره بعدم السكوت عما يجري بالضفة الى الرد على احداث ليلة امس.
وقالت الاذاعة ان الجيش والاستخبارات اتخذوا قرارا واضحا بتصفية “كتيبة جنين” التي تشكل راس حربة الاحداث العنيفة في نابلس وجنين والضفة عموما ما سيجعل المنطقة اكثر هدوءا بالرغم من المخاطر التي تشكلها العمليات المستمرة التي ينفذها الجيش على حياة الجنود.
وقالت مصادر أمنية اسرائيلية للاذاعة العبرية العامة ان الجيش لن يسمح بانتقال نموذج جنين الى مدن اخرى بالضفة وان ما بات يعرف باسم “جمهورية الجهاد الاسلامي” في شمال الضفة يجب ان تنتهي مهما كلف الامر من صدامات او حتى توتر مع غزة.