في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات الفدائية في الضفة الغربية، تتصاعد تهديدات الاحتلال بتنفيذ نسخة جديدة من عملية “حارس الأسوار” عام 2021، رغم محاولات الاحتلال استخلاص الدروس المستفادة من تلك العملية، لا سيما ما شهدته المدن الفلسطينية في الداخل المحتل، وما تشهده من احتكاكات متوقعة بين الفلسطينيين والمستوطنين.
ويخشى الاحتلال من اندلاع ما يصفه بـ”السيناريو المتطرف” الذي يتمثل باندلاع احتجاجات، وإطلاق النار، في ضوء انتشار الأسلحة بأيدي فلسطينيي48.
ونقل شلومي هيلر مراسل موقع ويللا عن مصادر في شرطة الاحتلال قولها، “إن اضطرارها لإعلان حالة الطوارئ في مدن الداخل قد ينعكس بالضد على السلطات لأن آثار ما حصل قبل عامين وما تخلله من فوضى عمّت تلك المدن، لا تزال تبعاتها محسوسة حتى اليوم، لا سيما فشل الشرطة في مواجهة تلك الاحتجاجات”.
وأضافت المصادر، “أن تقرير مراقب الدولة كشف إخفاقات في تنظيم عمل الشرطة من هيئة القيادة، بالإضافة إلى عدم الاستعداد، والفشل بتزويد الشرطة بالأدوات اللازمة للتعامل مع الاضطرابات في عدة أماكن”.
وأشار هيلر إلى أنه كجزء من استخلاص دروس الإخفاق الإسرائيلي في أحداث 2021، فقد قررت حكومة لابيد- بينيت، إنشاء ما يسمى (الحرس القومي) وتحويل الميزانيات، وتجنيد المتطوعين وقوات الاحتياط، وتدريب 414 عنصراً خلال الأشهر الأخيرة، وتجنيدهم في سرايا حرس الحدود، ومن المفترض أن تبدأ هذه القوات ردودها الأولية ميدانيا في الجولة القتالية المقبلة، بعد سلسلة من التدريبات والتمارين الميدانية تحسباً للعمل في بؤر الانفجار المتوقعة”.
ونقل عن الضابط إيلي كوهين مسؤول الطوارئ في قسم الاحتياط والمتطوعين في الحرس القومي قوله، “إن السيناريو الذي تعمل القوات وفقه هو حالة من الاضطراب متعدد المشاهد، وعدد كبير من مراكز الاضطراب داخل فلسطين”.
وأضاف كوهين، “وفي الوقت نفسه هناك مسار حاد لإطلاق النار باتجاه الشرطة الإسرائيلية، مع أن الخطة الموضوعة بحلول نهاية 2025، تتضمن تجنيد ألفي جندي في سرايا الخطوط الأمامية، بما فيها من انضموا بالفعل، ومن سيتم تجنيدهم، وقدامى الجنود في الوحدات القتالية في الجيش الذين أكملوا خدمتهم الاحتياطية، لكنهم يريدون مواصلة التطوع بشكل أو بآخر، لإسناد الحرب المقبلة”.
من جانبه أعلن الضابط أفيعاد سيغلوفيتش قائد فرع الحرس القومي، “عن إجراء تدريبات كل ثلاثة أشهر، لمدة يومين، للحفاظ على كفاءة الجنود، على المستويين التشغيلي والنظري، والهدف الرئيسي هو مدن الرملة واللد وكفر قاسم، وأي مكان آخر، لأنها شهدت فوضى في تلك الأيام، وشكلت ساحة كبيرة ومسرحا لمعركة الأحداث الصعبة التي وقعت خلال العملية”.
وبين سيغلوفيتش، “أن الشرطة الإسرائيلية تمهد للتعامل مع حوادث مشابهة في المستقبل من خلال تزايد نقاط الاحتكاك، وإعداد القوات، لأننا سنواجه اضطرابات خطيرة للغاية، تدفعنا للتجهّز بكل المعدات والوسائل اللازمة، من أجل كسر التعادل في الحدث المقبل”.
وفي سياق متصل، زعم يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان”، أن “مخاوف إسرائيل تتزايد من انخراط أكثر لفلسطينيي48 في احتجاجات قادمة باعتبارهم نقطة ضعف إسرائيل، كما حدث في هبة الكرامة مايو 2021”.
وأضاف، “أن تكرار تلك الأحداث سيدفع بقوات أمن الاحتلال لمزيد من الانتشار في التجمعات العربية والمدن المختلطة، استعدادا لاحتمال مشاركتهم أشقاءهم في الضفة وغزة والقدس في انتفاضة شاملة، باعتبار أن غزة مثل اللد، وجنين مثل يافا، ورفح مثل الجليل، والخليل مثل القدس”.
وأوضح في تقرير نشره موقع زمن إسرائيل أن “الأحداث الميدانية في أراضي عام 48 تشبه قنبلة موقوتة، لأنها على وشك الانفجار، ويواجه الاحتلال تحديا أمنيا كبيرا فيها خلال الأسابيع المقبلة مع قرب الأعياد اليهودية”.
تكشف مخاوف الاحتلال المتزايدة أن ما حصل في أيار/مايو 2021 شكّل خللا أمنيا وسياسيا، لم يتعلق فقط بقطع الطرق وإلقاء الحجارة، بل الإضرار بمؤسسات دولة الاحتلال، والقوات الأمنية ونسيج حياة الإسرائيليين.
كما أن هناك تخوفا من سيناريو إطلاق النار من قبل فلسطينيي48 في ظل تدفق الأسلحة بأيديهم، ولذلك جرت المناورة الأولى قبل يومين، وقد وصل عشرات الجنود إلى القاعدة العسكرية، يرتدون الزي الرسمي والسترات، وتوزعوا في مراكز مختلفة في جميع أنحاء مدينة اللد التي شهدت ذروة أحداث هبة الكرامة.
عربي21