فبعد ساعات من التأويل عن عودة أو لاعودة للوسيط الأمريكي عاموس هوكستاين وعن تقدم وتراجع المفاوضات، أعلن البيت الأبيض في بيان اليوم (الأربعاء) أنه يسعى لتقريب وجهات النظر بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود.
ولفت إلى أن هناك إمكانية لتسوية مرضية حول ترسيم الحدود، والوصول إلى تسوية بينهما حول ترسيم الحدود باعتبارها أولوية لإدارة بايدن.
ونوه بروح التشاور للمفاوضين اللبنانيين والإسرائيليين حول الحدود والاتفاق بين إسرائيل ولبنان الذي سيؤمن الاستقرار الأمني والنهوض الاقتصادي للبلدين. فهل ما قبل هذا البيان غير ما بعده؟
الساعات الماضية في لبنان شهدت تخبطا في معرفة مسار هذه المفاوضات، إذ كشفت مصادر أن هوكستين يجري اتصالات مكثفة مع مسؤولين لبنانيين لطمأنتهم بأن لبنان سيكون راضيًا عن نتيجة المفاوضات والترسيم حتى لو تأخرت، مبرّرًا لإسرائيل ظروفها السياسية التي تعيشها في هذه المرحلة، ومطالبًا بالتوسّط لدى حسن نصرالله كي يخفّف من حدّة خطاباته لعدم تأجيج وتوتير المفاوضات الجارية.
وأفادت مصادر تعمل على الخط نفسه بأن الدبلوماسية الأوروبية في بيروت حذرت من ارتفاع منسوب التوتر في الجنوب ما لم يصل الوسيط الأمريكي بسرعة إلى نتيجة ترضي لبنان.
وكذلك الأمر بالنسبة للوضع الإسرائيلي المتخبط حيال هذا الموضوع، إذ احتدمت السجالات الإسرائيلية بين التنازل لحل هذا الملف والتصعيد بالرد على أي اعتداء من جانب حزب الله في حال تعثر الحل، إلا أن مراقبين إسرائيلين اعتبروا أن هذا التخبط سببه قرب الانتخابات، وإمكان تأجيل الاستحقاق والاتفاق البحري مع لبنان عبر تأجيل استخراج الغاز لفترات جديدة.