هل تتخلى إسرائيل عن قصف المساعدات مقابل التسليح الأمريكي

استمر استهداف قصف العدوان الإسرائيلي للمدنيين والمساعدات الإغاثية، حيث ذكر مسؤولون أن غارات جوية إسرائيلية قصفت مناطق في أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل 21 شخصا على الأقل، بما في ذلك أكثر من عشرة في بلدة جنوبية، حيث لا يزال القصف الإسرائيلي في صراعات سابقة محفورًا في الذاكرة المحلية.

وفي مكان آخر في الجنوب، كان رئيس بلدية مدينة من بين القتلى، في غارة قال مسؤولون لبنانيون إنها استهدفت اجتماعا لتنسيق جهود الإغاثة. ويأتي ذلك في الوقت الذي ساومت فيه إدارة بايدن إسرائيل بالمساعدات، حيث حذرت من أنها يجب أن تزيد من كمية المساعدات الإنسانية التي تسمح بدخولها إلى غزة خلال الثلاثين يومًا المقبلة أو أنها قد تخاطر بفقدان الوصول إلى تمويل الأسلحة الأمريكي.

إجراء التغييرات

وفي رسالة مؤرخة، حذر وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن نظراءهما الإسرائيليين من ضرورة إجراء هذه التغييرات.

وقد أُرسلت الرسالة، التي تؤكد على السياسة الأمريكية تجاه المساعدات الإنسانية ونقل الأسلحة، في ظل تدهور الأوضاع في شمال غزة وغارة جوية إسرائيلية على موقع خيمة مستشفى في وسط غزة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وحرق آخرين.

توفير الأمن

وقال أوستن وبلينكن في رسالتهما، إن استمرار إسرائيل في التأهل للحصول على تمويل عسكري أجنبي يتطلب زيادة مستوى المساعدات التي تصل إلى غزة إلى 350 شاحنة على الأقل يوميا، ويتعين على إسرائيل أن تفرض فترات توقف إنسانية إضافية، وتوفر المزيد من الأمن للمواقع الإنسانية.

وأضافا أن إسرائيل لديها 30 يوما للرد على هذه المتطلبات.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الرسالة أرسلت لتذكير إسرائيل بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والالتزام القانوني لإدارة بايدن بضمان عدم إعاقة أو تحويل أو تأخير تسليم المساعدات الإنسانية الأمريكية من قبل دولة تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية. زيادة كبيرة

وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين «الرسالة لم تكن تهدف إلى التهديد، بل كانت تهدف ببساطة إلى تكرار الشعور بالإلحاح الذي نشعر به، والجدية التي نشعر بها بشأن الحاجة إلى زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية».

وأكد مسؤول إسرائيلي أن الرسالة وصلت لكنه لم يناقش محتوياتها.

وأكد المسؤول، أن الولايات المتحدة أثارت «مخاوف إنسانية» وتمارس ضغوطا على إسرائيل لتسريع تدفق المساعدات إلى غزة.

الرسالة، التي نشر مراسل أكسيوس نسخة منها على الإنترنت، أُرسلت خلال فترة من الإحباط المتزايد في الإدارة، على الرغم من الطلبات المتكررة والصريحة بشكل متزايد بتقليص العمليات الهجومية ضد حماس، فإن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل مدنيين غير ضروري ويخاطر بإغراق المنطقة في حرب أوسع نطاقا بكثير.

الإجراءات الأخيرة

وقال بلينكن وأوستن «نحن قلقون بشكل خاص من أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك وقف الواردات التجارية، ورفض أو إعاقة 90 % من الحركات الإنسانية» والقيود الأخرى، منعت تدفق المساعدات.

وتزيد إدارة بايدن من دعواتها لحليفتها وأكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية الأمريكية لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، مع التأكيد على أن دعم أمريكا لإسرائيل ثابت قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في غضون ثلاثة أسابيع.

التمويل الأمريكي

وكان لتمويل إسرائيل ثقل في السياسة الأمريكية منذ فترة طويلة، وقال بايدن هذا الشهر إن «أي إدارة لم تساعد إسرائيل أكثر مما فعلت». وتخشى جماعات الإغاثة الإنسانية من أن يوافق القادة الإسرائيليون على خطة لقطع المساعدات الإنسانية عن شمال غزة، في محاولة لتجويع حماس، وهو ما قد يوقع مئات الآلاف من الفلسطينيين في فخ غير الراغبين أو غير القادرين على مغادرة منازلهم دون طعام وماء ودواء ووقود. وقال مسؤولون إنسانيون في الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إن المساعدات التي تدخل غزة وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ شهور. وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن المستشفيات الثلاثة التي تعمل بشكل محدود في شمال غزة تواجه «نقصا حادا» في الوقود وإمدادات العلاج والأدوية والدم، وفي حين يتم تسليم الوجبات كل يوم فإن الغذاء يتضاءل. وأضاف أن «الطعام المتبقي للتوزيع بالكاد بلغ الحد الأدنى، وستضطر معظم المخابز إلى الإغلاق مرة أخرى خلال أيام قليلة دون الحصول على أي وقود إضافي».

وبين دوجاريك أن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أفاد بأن السلطات الإسرائيلية سهلت طلبا واحدا فقط من أصل 54 طلبا للوصول إلى الشمال هذا الشهر.

وأضاف أن 85% من الطلبات رُفضت، بينما تم إعاقة أو إلغاء بقية الطلبات لأسباب لوجستية أو أمنية.

شروط التمويل الأمريكي لإسرائيل:

استمرار إسرائيل في التأهل للحصول على تمويل عسكري أجنبي يتطلب زيادة مستوى المساعدات التي تصل إلى غزة إلى 350 شاحنة على الأقل يوميا

يتعين على إسرائيل أن تفرض فترات توقف إنسانية إضافية وتوفر المزيد من الأمن للمواقع الإنسانية.

إسرائيل لديها 30 يوما للرد على هذه المتطلبات.

أنفقت الولايات المتحدة مبلغا قياسيا بلغ 17.9 مليار دولار على الأقل على المساعدات العسكرية لإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة، والتي أدت إلى تصعيد الصراع، وفقا لتقرير صادر عن مشروع تكاليف الحرب بجامعة براون.

مكنت هذه المساعدات إسرائيل من شراء ذخائر بمليارات الدولارات استخدمتها في عملياتها ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان.

ولكن العديد من هذه الضربات أسفرت أيضًا عن مقتل مدنيين في المنطقتين.