وخلال الأسابيع الماضية، واصل الطيران الروسي حليف الحكومة السورية الرئيسي دك مواقع مليشيات إرهابية موالية لأنقرة.
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية دعمت تركيا مليشيات إرهابية وفصائل معارضة في مسعى لمد نفوذها في جارتها الجنوبية، لكن جيش النظام السوري نجح في حصار تلك الفصائل في شمال وغرب البلاد. ويأمل أردوغان في الحصول على دعم روسي لتخفيف الضغط على المليشيات الموالية له، لكنه يدخل الاجتماع في وضع حرج.
ولفتت مجلة «ناشونال إنتريست» الأمريكية إلى أن قمة سوتشي تأتي في أعقاب ما وصفه أردوغان بالمحادثات الثنائية المخيبة للآمال مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إذ قال: «في المناقشات التي كنت أتوقعها مع بايدن، لم تكن هناك النتيجة المرغوب فيها». وأضاف: «نحتاج كدولتين في حلف شمال الأطلسي إلى أن نكون عند نقطة مختلفة». ومن غير المتوقع أن تتوصل تركيا وروسيا إلى أي نوع من التسوية الدائمة وطويلة الأجل بشأن مصير إدلب. فيما اعتبر الخبير السياسي الروسي فيودور لوكيانوف أن المصالح الروسية والتركية في المنطقة متعارضة تماما.
وعلى الرغم من المأزق الروسي التركي المستمر بشأن المسائل الأكبر المتعلقة بالدولة السورية، من الممكن أن تكون القمة بمثابة قفزة إلى الأمام بالنسبة للجهود القائمة من أجل تجنب النزاعات، والتي تهدف إلى التخفيف من خطر التصعيد العسكري بين المسلحين المدعومين من جانب تركيا وقوات النظام السوري برعاية روسيا.
وكانت الخارجية التركية أصدرت الأسبوع الماضي بيانا يرفض جزئيا الاعتراف بنتيجة انتخابات الدوما الروسية التي جرت في سبتمبر الجاري. كما أكد أردوغان شخصيا موقف حكومته في وقت لاحق، مشيرا في خطابه أمام الأمم المتحدة إلى أن تركيا لا تعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وأكد من جديد التزام أنقرة بالدفاع عن وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها.
ويعتقد مراقبون أن تداعيات رفض أردوغان الجزئي للاعتراف بانتخابات الدوما تسلط الضوء على العلاقة المعقدة والمتأرجحة في بعض الأحيان بين موسكو وأنقرة.