06:05 م
الثلاثاء 28 مايو 2024
كتبت- سلمى سمير:
لا تزال التحديات أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أشدها، خاصة في ظل عقبات يواجهها على المستوى السياسي تهدد كل واحدة منها مستقبله السياسي، آخرها ما هدد به زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، بتشكيل حكومة جديدة تطيح بالحكومة الحالية وعلى رأسها نتنياهو لفشله في إدارة الحرب بشكل يحقق مكاسب الشعب الإسرائيلي.
جاءت تهديدات لابيد وهو زعيم حزب “يش عتيد” بعد الإعلان عن اجتماع منتظر غدًا الأربعاء، يجمعه برئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيجدور ليبرمان ورئيس حزب “الأمل الجديد” جدعون ساعر، في سبيل مناقشة آليات تشكيل الحكومة الجديدة، التي يحتمل أن ينضم إليها عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس، والذي طلب نتنياهو انضمامه في بداية الحرب إلى الحكومة المصغرة رغم الخلافات بينهم، وذلك حسب ذكر صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
يتضمن الائتلاف الذي يسعى لابيد لتشكيله ساعر العضو السابق في حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، وطرد منه الوزير السابق بعد سعيه لمنافسة نتنياهو على زعامة الحزب، حيث أعرب ساعر عن انفتاحه على تقديم تنازلات في سبيل تكوين كتلة يمينية من أحزاب الوسط الحالية والجديدة تطيح بالحكومة الحالية، مؤكدًا على أن خطوته تأتي فقط في سبيل حجب الثقة عن نتنياهو.
ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في الـ 7 من أكتوبر الماضي، دعا نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع الخلافات جانبًا وهو ما وافق عليه جانتس وزير الدفاع السابق وخصم نتنياهو السابق على منصب رئيس الوزراء، ولم تكن الموافقة على إغلاق مسألة الخلافات مؤقتًا من وجهة نظر جانتس فقط بل كانت تعبر عن وجهات نظر عدد من المعارضين على رأسهم يائير لابيد، الذي قال إن الوقت ليس بالمناسب لفتح مسألة الانتخابات المبكرة في وقت تواجه فيه إسرائيل وقتًا عصيبًا، لكنه سرعان ما أعرض عن رأيه السابق وطالب بعقد انتخابات مبكرة.
نسبة كل حزب داخل الكنيست الإٍسرائيلي
خلال انتخابات الكنيست الإسرائيلي التي عُقدت عام 2022 تحددت خلالها عدد المقاعد التي فاز بها كل حزب حيث تقدمت الأحزاب اليمينية المتطرفة بوضوح على باقي الأحزاب، ليتم بعد ذلك تشكيل التحالفات بين الأحزاب لتكوين حكومة ائتلافية من أكبر الأحزاب داخل الكنيست وكان الائتلاف الأكبر هنا من نصيب حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، حيث حصل على نسبة 32 مقعدًا من أصل 120 بينما حصل حزب “يش عتيد” الذي يتزعمه لابيد على 24 مقعدًا، وحزب “إسرائيل بيتنا” الذي يتزعمه ليبرمان على 6 مقاعد.
وبعد ذلك قام نتنياهو بتشكيل تحالف مع الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل حزب “شاس” المتكون من 11 عضوًا داخل الكنيست ويرأسه أرييه درعي، وحزب “الصهيونية الدينية” الذي يتشكل من 14 مقعدًا ويتزعمه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وغيرها من الأحزاب كونت له في النهاية 64 صوتًا داخل الكنيست.
ووفق استطلاعات الرأي أجراها “معهد الديمقراطية الإسرائيلية” يؤيد 71 % من الإسرائيليين إجراء انتخابات مبكرة، بينما يطالب 38% آخرين بإجراء انتخابات ولكن فترة ما بعد انتهاء الحرب، و33% يرغبون في أن يكون عقد الانتخابات بعد حل الكنيست الإسرائيلي الحالي.
وكان نتنياهو قد رفض سابقًا إجراء انتخابات مبكرة رغم الاحتجاجات الكبيرة اليومية التي تطالبه بالاسقتالة، حيث رد عليها بأن إجراء انتخابات جديدة لن يكون قبل عام 2025، في إشارة لعدم رغبته في إجراء انتخابات حتى في فترة ما بعد الحرب.
ما الخطوات التي اتخذها نتنياهو لمواجهة حل الحكومة؟
وفي ظل سعي الكتلة المعارضة لتوحيد صفوفها فإنها ترغب في جذب مزيد من الأصوات لديها، لتوحيد الصف وبناء على ذلك تنوي الحركة استقطاب جانتس العضو في حكومة الحرب في سبيل زعزعة حكومة نتنياهو وإجباره على الاستقالة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي كان جانتس قد هدد نتنياهو بالانسحاب من الحكومة الحالية في حال لم يتم وضع خطة لليوم التالي للحرب ممهلًا إياه فرصة حتى الـ8 من يونيو القادم، وهو ما قد يسعى نتنياهو على إثره بحل حكومة الحرب وتشكيل أخرى جديدة وتتضمن جانتس وجادي آيزنكوت عضو مجلس الحرب لاتخاذ قرارات تكتيكية واستراتيجية فيما يتعلق بالحرب بعيدًا عن ضغوط وزراء اليمين المتطرف، وذلك بحسب ما ذكرت “هيئة البث الإسرائيلية.
وقالت الهيئة العبرية، إن انسحاب جانتس وآيزنكوت لن يصب في مصلحة نتنياهو لأنه سيضطر في تلك الحالة لضم وزيرين من الحكومة الموسعة والتي يأتي فيها وزير الأمن القومي إيتمار بن جويبر ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، كأولى الأسماء المرشحة للانضمام خاصة مع طلبهم لذلك وهو ما لا يتوافق مع رغبة نتنياهو الذي يريد التخلص من تضييق الوزيران المتطرفان.