تغلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (44 عاما) على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان بفارق مريح بحصوله على 58.2% مقابل 41.8% لمنافسته في الانتخابات التي أجريت أمس (الأحد)، وبذلك حصل على ولاية ثانية مدتها خمس سنوات.
وشهد عدد من الشوارع الفرنسية حالة من الارتباك، بعد تجمهر عدد من أصحاب السترات الصفراء الذين كان لهم دور في مظاهرات عام 2018، للتنديد بانتخاب إيمانويل ماكرون لولاية رئاسية ثانية، وأعلنت الحركة تبنيها تلك المظاهرات والسيطرة على الشوارع خلال الفترة المقبلة.
واستبعد المحلل السياسي المصري الدكتور أحمد ماهر أي دور لمظاهرات السترات الصفراء على سياسة الرئيس ماكرون خلال السنوات المقبلة، مع أنها هزت كثيراً ولاية الرئيس الأولى عام 2018، إلا أنها لن تتواصل بنفس الزخم الماضي، خصوصاً أن من قام بها خلال الساعات الماضية هم من الفقراء وأبناء الطبقة المتوسطة لسوء أحوال معيشتهم، وأيضاً من المناوئين لليمين المتطرف الموالي لـ«لوبان»، وهو أمر متوقع للجميع فى أي انتخابات رئاسية غربية.
وقال ماهر لـ«» إن تلك الأحداث من الممكن أن تستمر لفترة قصيرة من الوقت بعدد من الشوارع الفرنسية، لكن القوات الأمنية الفرنسية والانتشار الكثيف لها، وإقامة الحواجز مثلما حدث خلال الساعات الماضية، قادرة على السيطرة عليها، وربما يتم قمعها كما حدث العام الماضي، فالرئيس ماكرون له شعبية بين الفرنسيين خصوصاً بين الأثرياء والأغنياء وسوف يرفضون تلك الأحداث أو المشاركة فيها، والكثير منهم له تأثير على المواطن الفرنسي، كما أنه سيكون حاضراً في تحركاته الإصلاحية المقبلة، وبالتالي فهو أول رئيس فرنسي يعاد انتخابه لولاية ثانية منذ إعادة انتخاب جاك شيراك عام 2002.
وتوقع المحلل السياسي أن يكون لماكرون دور أكبر فى الأزمة الروسية الأوكرانية، فهو لديه رغبة في الحوار مع روسيا والضغط عليها، من أجل وضع حد للعملية العسكرية في أوكرانيا كما ذكر في مناظرته التلفزيونية، مشيراً إلى أن إعادة انتخاب ماكرون لقيت ارتياحاً أوروبياً كبيراً خصوصاً أن فوز المرشحة السابقة كان سيقسم الاتحاد الأوروبي ويضعفه، وهو أمر يرفضه قادة الاتحاد.