المحلل السياسي المصري الدكتور أحمد ماهر، رأى أن جولة الانتخابات الرئاسية الفرنسية المرتقبة جرت أيضاً بين الطرفين عام 2017، وكانت الغلبة فيها لـماكرون بنسبة فوز بلغت ما يقرب من 60%، موضحاً أن لوبان تعلمت الدرس جيداً بعد هزيمتها في خفض حدة لهجتها تجاه المسلمين والمهاجرين، وباتت أقل تشدداً، ما جعل عملية الاستطلاع بين الطرفين خلال الانتخابات المرتقبة تميل إلى التساوي أحياناً، وإن كان الرئيس المنتهية ولايته الأقرب لكرسي الرئاسة.
وأضاف ماهر لـ«» أن هناك تخوفاً من قبل القادة الأوروبيين من فوز لوبان خصوصاً بعد تقربها بشدة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسعيها لإنشاء تحالف استراتيجي مع روسيا بمجرد انتهاء الحرب مع أوكرانيا، وهو أمر سيزعزع أركان «حلف الناتو» بشدة، وبالتالي فإن قوى الداخل والخارج تحاول منع وصولها لكرسي الإليزيه كونها ستعمل على شق الصف الأوروبي وهو ما يمثل زلزالاً سياسياً كبيراً بالنسبة للقارة العجوز. ولفت إلى وجود حالة خوف لدى الفرنسيين المعتدلين ومن غير المنتمين سياسياً من نجاح اليمين المتطرف بقيادة لوبان في الوصول إلى كرسي الرئاسة، وهو ما أدى إلى ظهور احتجاجات في كثير من المدن الفرنسية، في محاولة لتشكيل جبهة قوية تمنع اليمين المتطرف من الوصول للحكم.
ولفت المحلل السياسي إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية كان لها تأثير كبير على الداخل في فرنسا (إحدى أهم دول الاتحاد الأوربي)، ونتائج الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية أعادت الواجهة للقلق الأوربي، ووصول لوبان عموماً بمثابة صدمة لدى الأوروبيين، فيما يحاول ماكرون تقديم نفسه لشعبه على أنه رجل الإصلاحات، وأنه تميز في الحرب الروسية الأوكرانية كأحد أبرز الوسطاء الرئيسيين، إلا أن البعض من الفرنسيين ينظر إليه على أنه مرشح الأغنياء، وهذا ربما يمثل أزمة بالنسبة له خلال الجولة الثانية والأخيرة من الانتخابات، وإن كانت المفاجآت واردة خلال الساعات القادمة.