ويصاب الكثيرون بنوبة الهلع مرة أو مرتين فقط طوال حياتهم، وتزول المشكلة ربما عند انتهاء موقف عصيب، لكن إذا كنت تُصاب بنوبات هلع متكررة وغير متوقعة، وقضيت فترات زمنية طويلة في خوف مستمر من الإصابة بنوبة أخرى، فربما تكون مصابًا بحالة مرضية تسمى اضطراب الهلع.
ورغم أن نوبات الهلع لا تهدد الحياة، إلا أنها قد تكون مخيفة ومؤثرة في جودة نوعية حياتك بشكل كبير، لكن قد يكون العلاج فعّالاً للغاية.
مساعدة طبية
نصحت الدكتورة نادية، أي شخص مصاب بأعراض نوبة الذُّعر، بطلب المساعدة الطبية في أسرع وقت ممكن، لافتة إلى أن نوبات الهلع ليست خطيرة مع أنها مزعجة بشدة، فالتعامل مع نوبات الهلع بمفردك صعب، وقد تزداد سوءًا من دون علاج. ولفتت إلى أنه يمكن أن تتشابه أعراض نوبات الذعر أيضًا مع أعراض مشكلات صحية خطيرة أخرى، مثل النوبة القلبية؛ لذلك من المهم الحصول على تقييم مقدِّم الرعاية الأساسي إذا لم يكن الإنسان متأكدًا مما يسبب الأعراض لديه. وبينت أنه من غير المعروف ما الذي يسبب نوبات الهلع أو اضطرابات الهلع، ولكن قد تلعب هذه العوامل دورًا في الجينات الوراثية والإجهاد الشديد ومزاجًا أكثر حساسية للإجهاد أو عرضة للمشاعر السلبية، وبعض التغييرات في طريقة عمل أجزاء من الدماغ، وقد تحدث نوبات الهلع فجأة ودون سابق إنذار، ولكن مع مرور الوقت، عادة ما تكون ناجمة عن مواقف معينة.
وأوضحت نصير، أن بعض الأبحاث تشير إلى أن استجابة الجسم الطبيعية للقتال أو الهروب في المواقف التي يتعرض فيها للخطر تساهم في حدوث نوبات الهلع. وعلى سبيل المثال، فإنه إذا طارد الإنسان حيوانًا مفترسًا، فسيستجيب جسمه غريزيًّا، وسيسرع معدل ضربات القلب والتنفس حيث يستعد جسمك لمواجهة موقف يهدد الحياة، وتحدث العديد من الاستجابات المشابهة في نوبة الهلع، لكن من غير المعروف سبب حدوث نوبة الهلع عند عدم وجود خطر واضح.
خطر ووقاية
غالبًا ما تبدأ أعراض اضطراب الذعر في أواخر المراهقة أو أوائل البلوغ، وتصيب النساء بمعدل أكبر من الرجال، وتتضمن العوامل التي يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة بنوبات الذعر أو اضطراب الذعر عدة أسباب؛ منها التاريخ العائلي للإصابة بنوبات الذعر أو اضطراب الذعر والضغوط الحياتية الكبيرة؛ مثل وفاة شخص محبوب أو إصابته بمرض خطير والحدث الذي يسبب صدمة؛ مثل اعتداء جنسي أو حادث خطير والتغيرات الكبرى في الحياة، مثل الطلاق أو ولادة طفل آخر والتدخين أو تناول القهوة بإفراط، أو تاريخ من الاعتداء البدني أو الجنسي في مرحلة الطفولة والمضاعفات، كما أن عدم معالجة نوبات الهلع واضطراب الهلع يمكن أن يُؤَثِّر على جميع مناحي حياتكَ، قد يَتملَّككَ خوف من التعرُّض لمزيدٍ من نوبات الهلع؛ فتعيش في حالة دائمة من الخوف، من شأنها إفساد نوعية الحياة التي تعيشها.
مضاعفات واضطرابات
تتضمَّن المضاعفات التي قد تُسبِّبها نوبات الهلع أو ترتبط بحدوثها، الإصابة بأنواع محدَّدة من الرُّهاب؛ مثل الخوف من القيادة أو مغادرة المنزل، وتجنُّب المواقف الاجتماعية؛ مشكلات في العمل أو المدرسة، الاكتئاب واضطرابات القلق والاضطرابات النفسية الأخرى، زيادة مخاطر الإقدام على الانتحار أو الأفكار الانتحارية، إدمان الكحول أو المواد المخدرة الأخرى.
وفي حالة بعض الأشخاص، ربما يتضمَّن اضطراب الهلع رهاب الميادين، وهو تجنُّب الأماكن أو المواقف التي تُسبِّب القلق بسبب الخوف من عدم قدرتكَ على الهروب أو الحصول على المساعدة في حالة التعرض لنوبة الهلع، أو قد تعتمد على وجود الآخرين حتى لا يستطيع مغادرة المنزل، كما لا توجد طريقة مؤكدة لمنع حدوث نوبات الهلع، لذا الأطباء ينصحون بمحاولة الحصول على علاجٍ لنوبات الهلع في أقرب وقتٍ ممكن لتتجنب احتمالية سوئها أو تكرارها بشكلٍ دوري، والالتزام بخطة العلاج لتجنب الانتكاسات أو زيادة حدة الأعراض، والمواظبة على الأنشطة البدنية، لأنها تساعد على تخفيف القلق.
الأعراض والأسباب
قالت الطبيبة النفسية الدكتور نادية نصر: «نوبات الهلع تَبدأ عادة فجأة، دون سابق إنذار، ويُمكن حدوثها في أي وقت، أثناء قيادتك للسيارة أو نومك أو وجودك في أحد المراكز التجارية أو في منتصف اجتماع عمل، وقد تَشعر بنوبات هلع بين الحين والآخر، أو قد تَحدث بشكل متكرر، ولنوبات الهلع أشكال متعددة، لكن عادة ما تَبلغ الأعراض ذروتها خلال دقائق قد تَشعر بالإرهاق والإنهاك بعد أن تَهدأ نوبة الهلع، وتَتضمن نوبات الهلع عادة بعض هذه العلامات أو الأعراض؛ منها الشعور بالهلاك المحدق أو الخطر والخوف من فقدان السيطرة أو الوفاة ومعدل خفقان سريع بالقلب والتعرُّق والارتعاش، أو الاهتزاز وضيق في التنفس أو ضيق في الحلق والقشَعْريرة والهبَّات الساخنة والغثيان وتقلص في البطن وألم الصدر والصداع والدوخة أو الدوار أو الإغماء والخدر أو الإحساس بالوخز والشعور بعدم الواقعية أو الانفصال.
أما أحد أسوأ الأمور بشأن نوبات الهلع هو، الخوف الشديد من إصابتك بنوبة أخرى، وقد تَخشى التعرض لنوبات الهلع لدرجة أنك تَتجنب بعض المواقف التي قد تَحدث فيها.