هل دقت طبول الحرب بين حزب الله وإسرائيل؟


06:39 م


الإثنين 23 سبتمبر 2024

كتبت- سلمى سمير:

“علينا التحلي برباطة الجأش” هكذا جاءت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت خلال تعليقه على التصعيد الإسرائيلي الغير مسبوق على لبنان، اليوم الاثنين، حيث جاءت تصريحات الوزير بمثابة إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من القتال الذي اندلع قبل 11 شهرًا تحت اسم “حرب الإسناد” في إطار دعم حزب الله اللبناني للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

أوامر إخلاء

منذ ساعات الصباح الأولى استيقظ اللبنانيون على رسائل وتحذيرات إسرائيلية تطالبهم بإخلاء منازلهم بشكل عاجل وفوري، في إطار إبراء تل أبيب لذمتها من دماء المدنيين الذين قد يكونوا متواجدين بالمبنى المستهدف.

“اترك المنزل إذا كان فيه سلاحًا تابعًا لحزب الله” هكذا كان نص الرسالة التي وصلت عشرات الآلاف من المدنيين منهم وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري، الذين طُلب منهم مغادرة منازلهم وقراهم حتى إشعار آخر، في خطوة وصفتها وزارة الإعلام اللبنانية أنها تأتي في إطار الحرب النفسية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين لإخلاء أكبر قدر ممكن من المدن.

على جانب آخر لم تكن أوامر الإخلاء من نصيب اللبنانيين فقط بل طبقت على الإسرائيليين أيضًا ولكن من قبل سلطاتهم بطلب الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي من سكان وسط وشمال الجولان ومناطق في الجليل الأعلى بالبقاء قرب الملاجئ وعدم التواجد في المنازل.

وبينما الوضع كذلك استمرت الخسائر البشرية في الوقوع ولكن بشكل غير متعادل مع تحديث حصيلة الشهداء من الجانب اللبناني كل ساعة حيث وصلت حصيلة الشهداء في لبنان حتى اللحظة 247 شهيدًا و1024 مصابًا بينما على الجانب الإسرائيلي لم يصب إلا 5 .

هل نشهد حربًا شاملة في لبنان؟

بهدف إعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال، هكذا بررت تل أبيب تصعيداتها على لبنان خلال الآونة الأخيرة والتي شهدت موجة توترات متتالية ومتزايدة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عنها، إن إسرائيل ستفعل كل ما يلزم من أجل إعادة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم شمالي البلاد، وهو رد عليه حزب بمواصلة الحرب وإطلاق الصواريخ على الشمال الإسرائيلي.

وضع نتنياهو صورة للوضع تؤكد أنه لا يوجد مع حزب الله بل حتى أن إسرائيل لن تنتظر هجومًا على أراضيها من قبل جبهة لبنان بل ستسبق ذلك بهجوم أكبر، وهو ما قاله رئيس وزراء الدولة العبرية اليوم، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، والتي كشفت عن تواجد الأخير بمقر وزارة الدفاع بتل أبيب منذ الصباح لإدارة العملية العسكرية على لبنان.

صورة 2وفي حين أن الجيش الإسرائيلي استبعد مسألة التوغل البري في لبنان والاكتفاء بالغارات الجوية، صباح اليوم إلا أن ذلك تغير لاحقًا بقول موقع “واللا” العبري إن إسرائيل باتت مستعدة لبدء عملية برية في لبنان، وهو ما تحدث عنه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هجاري، بالتجهيز لفكرة أن التعليمات الصادرة بشأن إدارة الحرب وارد تغييرها في أي لحظة.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي بصدد شن غارات جوية موسعة على جميع أنحاء لبنان وليس منطقة الجنوب فقط، في إطار التصعيد الجاري وبهدف دفع قوات حزب الله اللبناني إلى ما وراء نهر الليطاني، ليتم بذلك تأكيد أن المنطقة على وشك أن تشهد “أيام معقدة” مهد لها نتنياهو في تصريحاته بالتأكيد على أن ميزان القوى في المنطقة الشمالية سيتغير.

التصعيدات خلال اليومين الماضيين

منذ بدء معركة “الإسناد” التي أعلنها حزب الله في الـ8 من أكتوبر الماضي، أطلق الحزب اللبناني نحو 9 آلاف صاروخ تباطأت وتزايدت حدتها بين الحين والآخر، لكن المؤكد أن الحرب الآن في المرحلة التي تشهد فيها تسارعًا في وتيرة إطلاق الصواريخ، مع شن الحزب عددًا غير مسبوق من الهجمات الصاروخية أمس وصفتها تل أبيب بأنها الأكبر منذ اندلاع الحرب على الجبهة الشمالية.

صورة 3استيقظ الشمال الإسرائيلي صباح أمس الأحد، على هجمات غير مسبوقة من الحزب اللبناني، التي شنها في إطار عملية الرد على اغتيال عدد من قادته في غارة إسرائيلية استهدفتهم أثناء تواجدهم في قبو مبنى مكون من 7 طوابق في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

بلغت عدد الهجمات التي شنها في عملية الرد 37 هجومًا، وجه خلالها الحزب 150 صاروخًا ومسيرات وصواريخ مجنحة تجاه الشمال الإسرائيلي، تمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية من التصدي لبعضها لكن فشلت في اعتراض عدد آخر، أحدث أضرار واسعة في الجبهة الشمالية، وذلك بحسب موقع “ألما” للدراسات والتعليم.

صواريخ جديدة

خبأ الحزب اللبناني، للرد على الشمال الإسرائيلي صواريخ كشف عنها لأول مرة وهي من طراز “فادي 1″ و”فادي 2” والتي وُجهت نحو منطقتي وادي يزرعيل وحيفا، والتي نجحت في إصابة عدد من المنازل والمنشآت والسيارات والطرق.

صواريخ 4وكان من بين القادة الـ14 الذين اغتالتهم إسرائيل في الهجوم إبراهيم عقيل، قائد وحدة الرضوان المسؤولة عن تنفيذ العمليات الخاصة مثل التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية وقتل وأسر الجنود الإسرائيليين.

ويجدر الإشارة إلى أن حزب الله خسر منذ الـ16 من سبتمبر الجاري حتى أمس 63 عنصرًا تنوعوا بين قادة ومحاربين، قضوا معظمهم نتيجة انفجارات أجهزة الاتصالات اللاسلكية وخلال عمليات اغتيال في بيروت.