كشفت مصادر مطلعة لـ”عربي بوست” أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، سيجتمع برئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الجزائرية، برعاية الرئيس عبد المجيد تبون.
ووفق المصادر ذاتها فإن اللقاء يصب في إطار مساعي الجزائر لجمع الفرقاء الفلسطينيين تحضيراً للقمة العربية التي ستعقد في نوفمبر/تشرين الثاني.
وكانت الجزائر قد أعلنت إطلاقها مبادرة لتوحيد الصف الفلسطيني، وذلك خلال زيارة محمود عباس للجزائر نهاية السنة الماضية.
ورحبت القوى الفلسطينية المخالفة، وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي، بالمبادرة، وأبدت استعدادها للانخراط فيها.
وعقدت الفصائل الفلسطينية عدة لقاءات استكشافية في الجزائر دون الكشف عن نتائجها حتى الساعة.
دفعة جديدة
تحاول الجزائر إعطاء دفعة جديدة لمبادرة الرئيس عبد المجيد تبون للمّ شمل القوى الفلسطينية قبل عقد القمة العربية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وتنوي الجزائر جعل القمة القادمة قمة فلسطين، ولا تريد أن يحل موعدها والصف الفلسطيني غير موحد.
ومن المرتقب أن يكون لقاء هنية وعباس فارقاً في مستقبل المبادرة الجزائرية.
وربما يكون هذا اللقاء آخر محاولة للجزائر لرأب الصدع الفلسطيني.
وسبق أن استضافت الجزائر فصائل فلسطينية على أراضيها، وعلى رأسها حركة فتح، كما أن لها تاريخاً من احتضان المؤتمرات الفلسطينية، ومن أبرزها ذلك الذي أفضى إلى إعلان استقلال دولة فلسطين من قبل منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1988.
نتائج غامضة
لم تصل الجولات الاستكشافية الأولى للفصائل الفلسطينية إلى أية نتائج واضحة حتى الآن.
ورغم أن مختلف القوى أبدت رغبة كبيرة في التوصل إلى اتفاقات للسير قدماً باتجاه المصالحة؛ إلا أن الشرخ الكبير في الصف الفلسطيني يتطلب تنازلات كبيرة من الجميع، وهو ما يبدو أنه لن يحدث على الأقل حتى الآن.
وتحاول الجزائر الضغط أكثر على كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس حركة حماس إسماعيل هنية لتقديم تنازلات من أجل تحقيق المصالحة.
ولا تريد الجزائر أن يحل موعد القمة العربية دون تحقيق تقدم في الملف الفلسطيني الذي تعطيه أولوية قصوى في جدول أعمال القمة.
من جهتها، أعلنت حركة حماس أن وفداً من قادتها، برئاسة هنية، وصل، مساء الأحد، إلى العاصمة الجزائرية بدعوة رسمية من تبون للمشاركة في احتفالات الجمهورية الجزائرية. ولم يتضح إن كان عباس وهنية سيلتقيان على هامش زيارتهما للجزائر، التي كانت استضافت، مطلع العام الجاري، لقاءات منفصلة مع وفود الفصائل الفلسطينية لبحث دفع جهود المصالحة الوطنية.
ويعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة منتصف عام 2007، فيما فشلت عدة اتفاقيات وتفاهمات، أغلبها برعاية مصرية لإنهاء الانقسام.