فإسرائيل تفكر بجدية في التحرك الفردي للرد على التطورات الأخيرة والانتهاكات الإيرانية لناقلتها، مشددة على أن هذه العملية لن تمر مرور الكرام. ويشكل إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عن استعداد بلاده لشن هجوم على إيران تهديدا حقيقيا، وعلى طهران أن تأخذه على محمل الجد، فإذا أضفنا إلى ذلك تحذير رئيس الوزراء نفتالي بينيت الثلاثاء الماضي من أن بلاده تبقي على كل الخيارات مفتوحة في التحرك بصورة فردية ضد إيران، فإننا أمام فرضية تتدحرج ككرة الثلج مفادها أن نظام ولاية الفقيه بات بانتظار ضربة قادمة ربما تكون ليست كسابقاتها من حيث الحجم والنوعية والأهداف المحددة لها، خصوصا أن إسرائيل دعت دول العالم للرد على استهداف الناقلة، وأكدت أنها تعرف تماما كيف تعمل وحدها، وأن على طهران أن تعرف أن زعزعة الشرق الأوسط من أراضيها أمر قد انتهى.
وتشي المعطيات منذ أزمة «ميرسر ستريت» وحتى الآن بأن هناك إستراتيجية جديدة تتبلور على نار هادئة خلف الكواليس للتعاطي الجدي مع النظام المارق في طهران، إذ إنه على المستوى السياسي تتولى المملكة المتحدة زمام المبادرة وسوف تطرح القضية في اجتماع مجلس الأمن الدولي غدا (الجمعة)، مؤكدة أن الهجوم على الناقلة مثال جديد على الإرهاب البحري الذي تمارسه إيران في أعالي البحار. ودعت المجلس لإدانة تلك الأفعال وفرض عقوبات على إيران لتهديدها حرية الملاحة، وانتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي.
ولم تعد التهديدات قاصرة على إسرائيل وحدها بل دخلت لندن على الخط، ودعا قائد القوات المسلحة البريطانية الجنرال نيك كارتر إلى الرد على إيران لردعها عن تنفيذ المزيد من الهجمات في منطقة الخليج، واصفا سلوكها بالمتهور للغاية، محذرا من أنهم (أي الإيرانيين) ارتكبوا خطأً كبيراً في مهاجمة الناقلة الأسبوع الماضي، الأمر الذي أدى إلى تدويل الحالة. وكانت واشنطن هددت بأن الرد على هجوم استهدف ناقلة للمنتجات البترولية قبالة سواحل عمان «سيكون قريبا»، وحذرت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية بقولها: «نتشاور مع الحكومات، داخل المنطقة وخارجها، بشأن رد متناسب».
وهكذا فإن قادم الأيام سوف يكون بمثابة «قنابل موقوتة» لإيران من شأنها أن تتفجر في وجه رئيسي ونظامه الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء ووضع المنطقة على حافة الهاوية بتصرفاته الإرهابية.