وتؤكد مليشيات الحوثي الانقلابية للعالم مجددا أن السلام فريضة غائبة عن شريعتها الدموية، وأنه لا أفق لأي حراك دولي يستهدف إنهاء الحرب والانقلاب وإنهاء معاناة الشعب اليمني عبر إنجاز تسوية سياسية تستوعب نقاط الخلاف وتقدم تنازلات شجاعة، والمجازر الحوثية ناجمة عن دعم إيران الفاضح للانقلابيين ردا واضحا على كل جهود السلام ورفضا قاطعا لإنهاء الحرب. ولم تخف إيران يوما دعمها لمليشيا الحوثي الانقلابية، كما أنها لا تنكر استغلالهم كأداة تخريبية قذرة للعبث بأمن اليمن والمنطقة، فهي تمدهم بالمال والسلاح والتدريب والخبراء كغيرهم من مليشياتها الطائفية المنتشرة في سورية والعراق ولبنان، من أجل هدف واضح وهو نشر الفتنة وبث الفرقة والانقلاب على أنظمة الحكم الشرعية، ومن ثم زعزعة أمن واستقرار المنطقة ودول الجوار.
الأدلة والوثائق التي تثبت تورط طهران في اليمن وغيرها من العواصم العربية الإيرانية، جاءت على لسان أكثر من مسؤول إيراني، وهنا يثور السؤال: ما الذي ينتظره المجتمع الدولي أكثر من ذلك، حتى يعيد تصنيف المليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، وحتى يعيد بوصلة التعاطي مع الراعي الرسمي للإرهاب في العالم ممثلا في نظام الملالي. لقد كشفت التصريحات التي أعلنها قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، في مارس العام الماضي، عن إشارات جديدة ولافتة بخصوص دعم إيران للحوثيين في اليمن، وتحديداً ما يتصل بالهجمات التي شنها الحوثيون ضد أهداف مدنية وأحياء سكنية في المملكة العربية السعودية. إن مفردة «سلام» غير موجودة في قاموس الحوثيين وحولته المليشيا إلى تراجيديا إرهابية طائفية سوداء متفحمة أحرقتها بالصواريخ والمفخخات لتحصد الأرواح البريئة بلا هوادة خصوصا الأطفال، وهي تراوغ من خلال جهود السلام لإطالة أمد الحرب ورفض كل المبادرات في نهاية المطاف.. إن الحديث عن السلام مع مليشيات حوثية موغلة في سفك الدماء والدمار والنهب وانتهاك الحرمات كحديث عن قصة فنتازيا لا علاقة لها بالواقع الحديث، لأنها تعد ذلك حرب مشروع الولاية الأخيرة باليمن ولن تهتم بأي كلفة للدم.