وأجمع خبراء ومحللون مصريون لـ«» على أن الجماعة تواجه داخلياً حالة من التصدع والانشقاق، ما أدى إلى هزيمتها في العديد من العواصم العربية، وهو ما أكده الإخواني المنشق والباحث السياسي الدكتور طارق البشبيشي، متوقعاً أن تشهد الجماعة خلال العام الجديد المزيد من التقوقع والابتعاد عن الشارع بعدما فضحت أهدافهم الخبيثة أمام الشعوب، ولن يكون لهم وجودا بعدما أصبحوا خلايا ضعيفة وصغيرة لافتقادهم عناصر الوجود خصوصا بعد هروب قيادات الجماعة من مصر إلى الخارج، وبالتالي لم يعد لديهم فرصة داخلياً للتحرك، ولن يسمح لهم بزعزعة الاستقرار.
وأكد أن الجماعة تسير إلى أفول وتشتت واختلافات عميقة وكلها ستؤدي إلى نهايتها آجلاً أو عاجلاً، مشدداً على ضرورة تجفيف المنابع المالية للتنظيم.
فيما رأى الخبير الإستراتيجي اللواء محمد رشاد أن الجماعة تنظيم وليس نظاماً، فالتنظيم له قاعدة وقمة، وللأسف الشديد تعاملنا في مصر مع القمة ونسينا القاعدة، وهذا خطأ كبير، وبالتالي لا أعتقد أن التنظيم انتهى. وقال إن الجماعة لم تمت بعد، رغم الضربات القاصمة لها على الصعيد العالمي والعربي، وإن كانت تعيش في ظروف وخلافات بين قياداتها وشبابها، وهو أمر لا يؤدي إلى زوال الإخوان بل يعمل على إضعافهم. وحذر من وجود تعاطف بين الإخوان والديموقراطيين بأمريكا، إذ يخدمون مصالح الولايات المتحدة في المنطقة وهي جاهزة لخيانة الوطن مقابل المال والسلطة، كما أنهم هم من استغلوا قضية «ملف المظلومية»، خصوصاً لدى الغرب بأنهم المقهورين؛ للعودة للساحة مرة أخرى.
بدوره، أعرب خبير العلاقات الدولية الدكتور أيمن سمير، عن اعتقاده أن فكرة الجماعة لن تنتهي، فهي موجودة في 112 دولة حول العالم، مؤكداً أن الصراع أضعف الجماعة والتنظيم والأداء السياسي، لافتاً إلى أن دائرة المتعاطفين معها كان لها دور في استمرار وجودها. وشدد على أن الأيديولوجية الإخوانية قبل الوصول للحكم هو الوجه الناعم والحسن، وعندما وصلوا إلى السلطة في أكثر من بلد عربي أظهروا الوجه الآخر القبيح الذي تنفر منه الناس، لافتاً إلى أن المصريين لم يجتمعوا في الأعوام الأخيرة على شيء كما اجتمعوا على مواجهة الإخوان وإسقاط نظامهم، كما رأينا في ثورة يونيو عام 2013، وبالتالي كلما كان أداء الدولة الوطنية قويا وعادلا لن تكون هناك مساحة لعودة التنظيم مرة أخرى.