08:16 م
الثلاثاء 13 يوليه 2021
كتب- محمد زكريا:
“يوتيوب” يعلن نيته إطلاق خدمته الجديدة “يوتيوب شورتس” في أكثر من 100 دولة، ليدخل بذلك منافسة شرسة مع “تيك توك” على شريحة ليست بقليلة من المستخدمين.. فهل من منتصر؟
ما هو “يوتيوب شورتس”؟
إن كنت من مستخدمي “تيك توك” فلن يكون من الصعب عليك فهم ما سوف تتيحه لك خاصية “يوتيوب” الجديدة، وإن كنت من غير مستخدميه فهي خدمة تسمح لمستخدمي المنصة التابعة لـ”جوجل” بإعداد مقاطع فيديو قصيرة ونشرها، ويتسنّى لمستخدمي المنصة في العالم أجمع مشاهدة هذه الفيديوهات القصيرة التي قد تصل مدّتها إلى 60 ثانية كحدّ أقصى
بدأ الإطلاق بنسخة تجريبية من الخاصية في الهند العام الماضي، ثم الولايات المتحدة في مارس الفائت، وبات يتسنّى لأكثر من 20 بلدا منها بريطانيا وكندا وأمريكا اللاتينية استخدام هذه الخاصية في يونيو الماضي، على أن تطرح في بلدان أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا كافة اعتبارا من 14 يوليو الجاري بنسخة لا تزال قيد التجربة، وفق ما كشف “يوتيوب”.
وفي هذا السياق أعلنت “جوجل” التي تمتلك “يوتيوب” أن صندوقها لدعم منتجي الفيديوهات القصيرة المزوّد بمئة مليون دولار لعامي 2021 و2022 والذي سبق أن اعتُمد في الهند والولايات المتحدة، سيُطلق عمّا قريب في بقيّة بلدان العالم.
لماذا أطلق “يوتيوب ” خاصيته الجديدة؟ يقول استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني محمد الحارثي إن “استنساخ المتنافسين على سوق التكنولوجيا للتجارب الناجحة هي سمة كل الشركات التكنولوجية لمواكبة تطور المحتوى الرقمي ومجاراة لسلوك المستخدم لجذب المزيد من المستخدمين وتعظيم الأرباح”.
ويضيف الحارثي في تصريحات لـ”” أن “يوتيوب أراد استغلال الانتقادات المتنامية ضد تيك توك في كثير من البلدان، ومنعه في بعض الدول كالهند، بسبب غياب المعايير التي تتوافر في شركة كيوتيوب ويطمئن إليها المستخدم، ليسحب من شريحة مستخدميه الكبيرة، وهو الذي يحظى بثقة غالبية المستخدمين حول العالم ويطبق معايير احترافية واضحة ومتغيرة حسب حاجة السوق والمستخدم”.
وفي حين يرى الخبراء أن تطوير “يوتيوب” لخدمة من هذا النوع يأتي ردا على النجاح الكبير لـ”تيك توك” التي تلقى رواجا في أوساط الشباب، تؤكّد الشركة التابعة لـ”جوجل” من جهتها أنه تطوّر “طبيعي”، مردّه تحسّن تكنولوجيات الفيديو على الأجهزة المحمولة.
وبحسب ما هو معلن عن “يوتيوب شورتس” فهو من التطبيقات التي تتسم بالسرعة وسهولة الاستخدام ولا تتطلب مهارات فائقة، ويضم أدوات مساعدة تسهل على مستخدميه تصوير الفيديو وإضافة الصوت أثناء التصوير، ويمكن من خلاله دمج أكثر من مقطع في فيديو واحد كما يمكن دمج الموسيقى والصوت والأفلام وغيرها كما يُمكن المستخدم من نشر المقطع المصور على أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سهل بعد أن ينهي صناعة الفيديو الخاص به.
ميزة أخرى ليست بالهينة وهي أنه يتسنّى لمعدّي هذه الأشرطة القصيرة جدا استخدام مقتطفات صوتية من فيديوهات على “يوتيوب” ما يسهّل إنتاج بعض الفيديوهات التي قد تلقى انتشارا واسعا، مثل تلك التي يتمّ فيها التعليق على محتويات أخرى نشرت على “يوتيوب”.
رغم ذلك يعتقد استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني، أنه “من الصعب حسم أمر هذا الصراع الدائم والمتجدد بين الشركات التكنولوجية على المستخدمين، الأمر نفسه ينطبق على المنافسة المنتظر اشتعالها بين يوتيوب وتيك توك في مقبل الأيام”، لكنه يعتقد أن “يوتيوب قادر على المنافسة بقوة رغم سبق تيك توك بتقديم تلك الخدمة”، ولا يستبعد أن يزيحه من على عرشها.