في خطوة غير مسبوقة في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، يعتزم مجلس الشيوخ الأمريكي إجراء تصويت حاسم اليوم (الأربعاء) على مشروع قرار يحظر بيع بعض أنواع الأسلحة لإسرائيل. ويأتي هذا التحرك في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال حربه على قطاع غزة، مع الاستمرار في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتقدم السيناتور المستقل بيرني ساندرز بمشروع قرارات الرفض الذي يهدف إلى منع بيع أسلحة أمريكية لإسرائيل، وهو أمر يدعمه فيه السيناتور الديموقراطي برايان شاتز، مؤكدين أن ما حدث أدى إلى مقتل مئات الآلاف من أهالي غزة، دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين، وهو أمر يتبناه بعض أعضاء الكونغرس، الذين يرون أن استخدام الأسلحة الأمريكية في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني قد يتسبب في انتهاكات للقانون الدولي.
وقال خبير العلاقات الدولية بالقاهرة الدكتور عاطف سعداوي إن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء في حربها على قطاع غزة المستمرة أكثر من عام، كردة فعل انتقامية على عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حماس في السابع من اكتوبر 2023، مشيراً إلى أن الكثير من دول العالم تطالب بفرض حظر على بيع الأسلحة للجيش الإسرائيلي، بعد توسيع عدوانها على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف: «نأمل من مجلس الشيوخ الأمريكي حظر الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي لانتهاكه الجسيم للقانون الدولي، خصوصاً أنه يمثل الجهة الأعلى بجانب مجلس النواب في السلطة التشريعية الأمريكية».
وأوضح سعداوي لـ«» أنه في حال وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على حظر بيع الأسلحة إلى إسرائيل ستكون البداية لإنهاء الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، خصوصاً أن العديد من الدول الأوروبية سبق وأن أوقفت مبيعات أسلحتها لتل أبيب بما فيها إيطاليا وإسبانيا وكندا وبلجيكا وهولندا، وهناك مساعدات عسكرية تصاعدت لإسرائيل في أعقاب هجوم أكتوبر، وهو ما أدى إلى زيادة العمليات العسكرية وتدمير قطاع غزة بالكامل.
ولفت إلى أن السلاح الغربي تسبب في تهديد حياة الفلسطينيين الذين أصبحوا غير قادرين على الإقامة أو المعيشة على أرضهم بعد تدمير كامل البنية التحتية للقطاع، فالسلاح يعد حطب المعركة لزيادة عمليات القتل والتخريب.
وأوضح خبير العلاقات الدولية بالقاهرة أن قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، غير الملزم في أبريل الماضي، دعا إلى ضرورة إنهاء بيع ونقل وتحويل الأسلحة والذخائر وغيرها من المعدات العسكرية إلى إسرائيل ووصفه بأنه يشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حدوث الإبادة الجماعية، مشيراً إلى أن استمرار نقل الأسلحة إلى إسرائيل يمهد لنتنياهو للاستمرار في مزيد من الحرب داخل دول المنطقة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى جرائم حرب خطيرة لا نجد من يحاسبه عليها.