وتحل دولة قطر كضيف شرف المعرض هذا العام، بمشاركة أهم رواد الثقافة والأدب والفن وأبرز الجهات المعنية بالعمل الثقافي في قطر، كما تتيح للجمهور التعرف على الموروث الثقافي والفكري لدولة قطر، عبر جناح خاص في المعرض يتضمن مجموعة من المخطوطات النادرة وعدداً من إصدارات وزارة الثقافة القطرية. وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان، أنَّ استمرار معرض الرياض الدولي للكتاب منذ خمسة عقود وما يمثله من أهمية كبيرة على صعيد أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة، هو تجسيد لرؤية القيادة الرشيدة في المملكة واهتمامها المستمر ودعمها غير المحدود للثقافة والعمل الثقافي، وترسيخ مكانة المملكة المهمة في صياغة المشهد الثقافي العربي.
وأوضح أن اختيار قطر ضيف شرف للنسخة الحالية يتيح استعراض الروابط الثقافية والتاريخية الوطيدة بين البلدين الشقيقين، وتمكين زوار المعرض من الاطلاع على المنجزات القطرية المتعددة في شتى مجالات الثقافة، وأن استقطاب النسخة الجديدة من المعرض مشاركة واسعة من الناشرين يعكس أهميته في دعم قطاع النشر المحلي والعربي، وتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية، ويؤكد مكانته الفكرية والأدبية والثقافية المرموقة إقليميًّا ودوليًّا، وإسهاماته المستمرة في تعزيز الإنتاج المعرفي للمملكة وتعزيز مكانتها الثقافية الرائدة في المنطقة بما يتماشى مع مرتكزات الإستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030. وقال الدكتور علوان: “يقدم المعرض لزواره من عشاق الثقافة والكتاب رحلة معرفية وثقافية مبتكرة تواكب وتوظف أحدث التقنيات الحديثة والحلول الرقمية، وتمكّنهم من التعرف على الآلاف من الإصدارات الجديدة والعناوين في مختلف المجالات، وتتيح لهم الاستمتاع بالعديد من الفعاليات والأنشطة التي يتضمنها البرنامج الثقافي المتنوع والثري للمعرض بمشاركة كوكبة من أهم رواد الثقافة والفن والأدب في السعودية والمنطقة والعالم، ما يجعل زيارة نسخة 2024 من المعرض تجربة معرفية وثقافية مميزة وملهمة تتكامل مع نجاحات النسخ السابقة من المعرض”.
ويُعد المعرض أحد أبرز وأكبر معارض الكتاب في الوطن العربي، ويحظى بتقدير واهتمام كبيرين من المجتمع الثقافي المحلي والعربي. ويقدم المعرض برنامجًا ثقافيًّا أكثر تنوعًا وتميزًا يعكس الإرث الثقافي الغني للمملكة ويتضمن أكثر من 200 فعالية تناسب جميع الفئات العمرية، والعديد من الأنشطة المعرفية والفكرية التي تعزز ثقافة القراءة وتشجع الإبداع الثقافي. وتشهد نسخة هذا العام تطورات ملحوظة، من بينها إنشاء منطقة الأعمال بمشاركة الوكالات الأدبية التي تدير أعمال المؤلفين وعقودهم، والمطابع المحلية كأول مشاركة لها في المعارض لتقدم خدماتها للناشرين، بالإضافة الى أجنحة الجهات الحكومية والتمويلية ذات العلاقة بقطاع الأعمال في النشر. كما تنظم منطقة الأعمال برنامجاً خاصاً يشمل جلسات حوارية وورش عمل في نطاق الأعمال التجارية وريادة الأعمال والتراخيص وحقوق النشر وغيرها.
ويعد المعرض أيضاً فرصة مميزة وتجربة معرفية متكاملة تشجع على القراءة والمشاركة الثقافية، والتفاعل مع مجتمع الثقافة والمثقفين، والإسهام في تعزيز المكتسبات الفكرية والعلمية. وكعادته يولي المعرض أهمية خاصة بالطفل، حيث يخصص منطقة واسعة تقدم عشرات الأنشطة الأدبية والثقافية والترفيهية والمسابقات التي تُعزز القدرات الإبداعية لدى الأطفال والناشئة، وتهدف إلى إلهامهم وتنمية حب القراءة والاستطلاع لديهم، واكتشاف مواهبهم وتنميتها.
ويعزز المعرض جهود هيئة الأدب والنشر والترجمة بتوفير البيئة الحاضنة والمشجعة للإبداع الثقافي، ودعم صناعة النشر المحلية، وتمكين الأدباء السعوديين وتوفير المنصة التي تتيح لهم مشاركة إنتاجهم الأدبي مع شريحة واسعة من الجمهور، وذلك عبر تخصيص ركن للمؤلف السعودي من ذوي النشر الذاتي تعرض الكثير من العناوين في مجالات معرفية وأدبية وثقافية مختلفة. وتتيح منصات توقيع الكتب لعشّاق الكتاب لقاء كُتابهم المفضلين، والحصول على إهداءات خاصة، واقتناء أحدث الإصدارات المميزة. كما تستعرض أجنحة الهيئات الثقافية والفكرية الحكومية والخاصة المشاركة، والمؤسسات المجتمعية المهتمة بالثقافة والجامعات أحدث إصداراتها، وتعرض مختلف مبادراتها الثقافية. يذكر أن الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية المتنوعة التي يقدمها المعرض طيلة عشرة أيام ضمن برنامجه الثقافي المتنوع، تأتي في هذه النسخة بشراكة مع قناة الثقافية، وأن ما تتضمنه من جلسات وندوات حوارية، وورش عمل، وأمسيات شعرية، وحفلات وعروض فنية، تهدف إلى إثراء قطاع الثقافة والإنتاج المعرفي، وترسيخ ثقافة القراءة، ورفع الوعي بأهميتها لتصبح نمط حياة، وتعزيز استدامة النهضة الثقافية والمعرفية التي يشهدها المجتمع السعودي.