01:46 م
الثلاثاء 08 فبراير 2022
كتبت- رنا أسامة:
أعربت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن تفاؤلها الحذر من تراجع أوميكرون في الولايات المتحدة خلال الموجة الخامسة من الوباء، في الوقت الذي سأم فيه العالم من القيود المزعجة ونفذ صبرهم، محذرة مما وصفته بـ”الهجر المتهور” للقيود.
كتبت الصحيفة في افتتاحيتها، الثلاثاء: “تتراجع عدوى أوميكرون رُغم أن وفيات كورونا مرتفعة للغاية. فالإصابات اليومية الجديدة في الولايات المتحدة هي الأدنى منذ 12 ديسمبر، أما متوسط الحالات أسبوعيًا فانخفض 23 يومًا على التوالي، لكنه لا يزال مرتفعًا عند حوالي 300 ألف. كما تراجعت حالات دخول المستشفى جراء كوفيد أيضًا. وهذه المؤشرات لا تعني أن الوباء انتهى، لكنه يسير في الاتجاه الصحيح”.
أشارت في الوقت نفسه إلى تحذير أطلقه مايكل رايان، مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مؤخرًا، مُفاده: “حاولت الحكومات مرارًا وتكرارًا العودة إلى وضعها الطبيعي وتسرعت في فتح البلاد ورفع القيود مبكرًا. الأمر الذي حدث في عام 2020، عندما أدى إعادة الفتح المبكر إلى طفرة في عدد الإصابات. وفي أوائل الصيف الماضي، حيثما بدأ العالم يتنفس الصعداء مع انتشار لقاحات كورونا، اجتاحت موجة دلتا العالم مع عدم وجود اختبارات تشخيصية كافية، وبعدها راكم أوميكرون حالات دلتا، وطال عددًا كبيرًا من الأفراد غير المُلقحين، مُسجلًا وفيات كان -ولا يزال- من الممكن تفاديها”.
أضافت: “لكن هذه المرة، علينا أن نتعامل مع الأمر بطريقة صحيحة”، وذلك باتباع 3 خطوات: أولهم التطعيم. فقرابة نصف سكان الولايات المتحدة المؤهلين للحصول على جرعة معززة لم يتلقوها بعد، وكذلك لم يتلقّح خُمس السكان المؤهلين بجرعة لقاح واحدة، مُشيرة إلى أن “زيادة معدلات التطعيم من شأنها أن تُحدث المعجزات فيما يتعلق بمواجهة أي متغير أو الحد من قفزة في الإصابات”.
الخطوة الثانية، بحسب افتتاحية الصحيفة، تتمثل في “الأخذ في الاعتبار بالظروف المحلية (داخل كل ولاية)، بما في ذلك معدل إيجابية اختبارات كوفيد وعدد الحالات بالنسبة لكل فرد، عند اتخاذ قرار بشأن رفع القيود مثل التحرر من ارتداء الكمامة”.
في هذا الصدد، استشهدت الصحيفة بدليل إرشادي وضعته عالمة الأوبئة كاتلين جيتيلينا، من المركز الصحي بجامعة تكساس، لاتخاذ القرار بناءً على عدد الحالات، ومعدلات إيجابية اختبارات كوفيد حسب المقاطعة، مما يعني أنه من الممكن التحرر من الكمامة عندما تكون الحالات أقل من 50 لكل 100 ألف شخص وإيجابية الاختبارات أقل من 8%”.
فعلى سبيل المثال، يبلغ عدد الحالات في مقاطعة مونتجومري 163.99، واختبارات كوفيد خاصتها إيجابية بنسبة أقل من 5%- لذلك فهي ليست جاهزة تمامًا لرفع القيود والعودة لما كانت عليه قبل الوباء، ولكن قد يحدث ذلك قريبًا إذا استمر أوميكرون في التراجع. غير أن هذه الانفراجة المحتملة قد لا تشهدها العاصمة الأمريكية واشنطن ومقاطعات ماريلاند وفيرجينيا الأخرى في المنطقة قريبًا، فهي ليست مستعدة بعد لرفع القيود، بموجب هذا المقياس.
أما الخطوة الثالثة فتتمثل بحسب الافتتاحية في “ضرورة مواصلة الحكومة الأمريكية الضغط على الشركات لتُسرّع وتيرة إنتاج الاختبارات والأقنعة الواقية، بالإضافة إلى مُضادات الفيروسات، بحيث تتمكن الولايات المتحدة من تخزين ما يكفي لمواجهة أي متحوّر جديد، والمساعدة في الوصول إلى مزيد من غير الملقحين خارج الولايات المتحدة”.
لكن لا تزال توجد معوقات لا يمكن التغلب عليها وتساؤلات طرحتها الصحيفة في خِتام افتتاحية: “هل سيظهر متغير آخر؟ متى ستتوافر لقاحات آمنة وفعالة للأطفال؟ هل ينبغي إعادة صياغة اللقاحات الحالية بأي شكل من الأشكال؟ لا أحد يعرف الإجابة بالطبع. من الجيد الاعتقاد بأن أوميكرون كانت الموجة الأخيرة للوباء، لكن من السابق لأوانه إعلان النصر. ويجب أن نستغل الوقت مُستقبلًا للاستعداد لأي منعطف غير متوقع قد يسلكه الفيروس لاحقًا. فالاستعداد الأفضل يعني الاقتراب من العودة إلى الحياة العادية”.