أعلنت الخارجية الأميركية، الاثنين، أن الولايات المتحدة أغلقت مؤقتاً سفارتها لدى العاصمة الأوكرانية كييف، ونقلت عملياتها الدبلوماسية إلى مدينة لفيف غربي البلاد، وسط مخاوف بشأن غزو روسي مباغت على أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو دوماً.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بيان: “أراجع أنا وفريقي باستمرار الوضع الأمني لتحديد متى تتطلب الحكمة تغيير الموقف. نحن بصدد نقل عمليات سفارتنا في أوكرانيا مؤقتًا من سفارتنا في كييف إلى مدينة لفيف، بسبب التسارع الكبير في حشد القوات الروسية”.
وأضاف بلينكن، أن السفارة ستظل تعمل مع الحكومة الأوكرانية، لتنسيق العمل الدبلوماسي هناك، مؤكداً مواصلة الجهود الدبلوماسية المكثفة لتهدئة الأزمة.
وأكد وزير الخارجية في بيانه، أن تلك “الاحتياطات لا تقوض بأي حال من الأحوال دعمنا أو التزامنا تجاه كييف. إن التزامنا بسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية لا يتزعزع. كما نواصل جهودنا المخلصة للتوصل إلى حل دبلوماسي، ونبقى على اتصال مع الحكومة الروسية”.
ولفت إلى الجهود الدبلوماسية الأخيرة التي تمثلت في المكالمات الهاتفية بين الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومناقشات بلينكن مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
وتابع بلينكن في بيانه قائلاً: “يظل مسار الدبلوماسية متاحًا، إذا اختارت روسيا الانخراط بحسن نية. نتطلع إلى إعادة موظفينا إلى السفارة بمجرد أن تسمح الظروف بذلك. في غضون ذلك، أمرت بهذه الإجراءات حرصاً على سلامة موظفينا، ونحث بشدة أي مواطن أميركي في أوكرانيا على مغادرة البلاد على الفور”.
وتتزايد التقارير الأميركية وتصريحات المسؤولين في إدارة بايدن، بشأن “قرب الغزو الروسي”. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الأحد، إنه “قد يحدث في أي وقت الآن”.
وفي تصريحات لشبكة “سي.إن.إن” الإخبارية الأميركية، قال سوليفان: “لا يمكننا التنبؤ باليوم بدقة، لكننا نقول الآن ومنذ بعض الوقت إننا نترقب ويمكن أن يبدأ غزو. يمكن أن يبدأ عمل عسكري كبير، من جانب روسيا في أوكرانيا في أي يوم الآن. يشمل ذلك الأسبوع القادم قبل نهاية الأولمبياد”.
وتقول الولايات المتحدة إن الباب ما زال مفتوحاً أمام الدبلوماسية، لكنها كررت أيضاً إن الجيش الروسي الذي حشد أكثر من 100 جندي قرب أوكرانيا تأهب للقيام بعمل ما.
نفي روسي
في المقابل، تنفي موسكو أي خطط من هذا القبيل ووصفت هذه التصريحات بأنها “هستيريا” لكن لم تظهر حتى الآن انفراجة يمكن أن تخفف الأزمة جراء محادثات رفيعة المستوى بين كبار المسؤولين الروس والغربيين في الأيام الأخيرة.
وقالت الخارجبة الروسية الأسبوع الماضي، إن “التصريحات الغربية عن قرب غزو أوكرانيا معلومات مضللة تهدف إلى تشتيت الانتباه عن الأفعال العدوانية لهذه الدول”.
وأضافت الوزارة في بيان على موقعها على الإنترنت أن “الدول الغربية تحاول تشتيت الانتباه عن أعمالها العدوانية”.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، خلال لقاء مع نظيره البريطاني بين والاس في موسكو، الجمعة، إن روسيا ليست الملامة على تصعيد التوتر في أوروبا، داعياً الغرب على وقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.
وأعلن بوتين أكثر من مرّة عدم وجود نيّة لغزو أوكرانيا، أحدثها خلال لقائه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 7 فبراير في موسكو، حيث أكد “أن بلاده ليست بصدد التصعيد”.
وفي 6 فبراير، قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف، لقناة “سولوفيوف لايف” إن روسيا “لا تخطط لمهاجمة أوكرانيا لأن موسكو ليست بحاجة إلى ذلك وليس في مصلحتها”.
وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة “تاس” الروسية للأنباء: “مازلنا نقول إن روسيا لن تهاجم أحداً، ولسنا بحاجة لذلك، فهذا ليس في مصلحتنا، إنه مجرد هراء لتصميم أفكار وهمية حول العدوان الروسي”.