بدأت الإدارة الأمريكية بإعداد سلسلة من المخاطبات والرسائل التي تحاول العبور بين قيود واشتراطات الكونجرس الأمريكي على أمل تحقيق الوعد الأمريكي للرئيس الفلسطيني محمود عباس بخصوص تزويد السلطة الفلسطينية بحزمة معونات نقدية مباشرة وفي اقرب وقت ممكن.
وكان الرئيس عباس الذي اشتكى للأمريكيين ولزعماء عرب من أزمة سيولة نقدية حادة تعاني منها أجهزة ومؤسسات السلطة قد تلقّى وعدين بتخصيص مبالغ نقدية مباشرة كمساعدة مالية.
الوعد الأول من الإدارة الأمريكية ولم يُنفّذ بعد ويواجه صعوبات مع الكونجرس.
والوعد الثاني من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وحسب مصادر في السلطة لم يُنفّذ أيضًا بعد ولم تصل الشيكات المُرتقبة.
وفي واشنطن تشير أوساط دبلوماسية إلى مُراسلات في وزارتي الخارجية والخزانة لها علاقة بتنفيذ الوعد الامريكي حيث الاعتقاد بأن إدارة الرئيس بايدن في طريقها لإعلان حزمة مساعدات جديدة للسلطة مطلوبة بإلحاح بقيمة 360 مليون دولارا.
ويعتقد أن مئة مليون منها قد تُخصّص لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا وتمثل نفس قيمة المبلغ الذي دفع العام الماضي.
وتُشير أوساط في واشنطن مقرّبة من دوائر القرار إلى أن اتجاه إدارة بايدن هو العبور بين القيود القانونية والبحث عن مخارج تجيز تقديم هذه المساعدات للسلطة الفلسطينية خصوصا في ظل القيود والقوانين التي أقرها الكونجرس بخصوص الأموال التي يمكن ان تقدم للفلسطينيين عموما.
ومن المُتوقّع أن تُفلح جُهود الإدارة الأمريكية قريبا خصوصًا وان مشاورات ومراسلات قانونية الطابع بدأت تأخذ موقعها في هذا السياق وذلك ضمن مسار الادارة الامريكية عموما بخصوص برنامج التهدئة في الاراضي المحتلة والحفاظ على بقاء وهيكل السلطة الفلسطينية تجنّبًا لانهيارها.
الإيعاز واضح من كبار مسؤولي إدارة الرئيس بايدن بأن يتم تذليل العقبات وإنقاذ الحد الأدنى من ميزانية وكالة الغوث وتمكين السلطة من دفع رواتب الأجهزة الأمنية حصريا خصوصا وان مالية السلطة تعاني بكثافة وبشكل غير مسبوق حاليا.
وعلى الصعيد السعودي ارتفعت آمال السلطة بأن تصل مساعدات مالية تعهد بها الأمير بن سلمان لكنها لم تغادر منطق الوعد الشفوي واللفظي بعد.
والانطباع حتى الآن أن السفير السعودي الجديد المعين في رام الله نايف بن بندر السديري يُشرف الآن بدوره على ملف تلك المساعدات بانتظار قرار سياسي بتحويلها خلافا لأنه بانتظار تصريح من سلطات الاحتلال يسمح له بالعبور إلى مناطق السلطة الفلسطينية بعدما عين رسميا سفيرا لبلاده لدى دولة فلسطين وقنصلا عاما في القدس تحديدا.
وكان الرئيس الفلسطيني قد تلقّى وعدا من بن سلمان في شهر رمضان المبارك باستئناف إرسال المساعدات السنوية والتي قد تصل إلى 40 مليون دولارا سنويا.