وكشف والد الضحية طه قرهدي، معلومات جديدة لـ«»، أكد فيها أن الجاني كان يرافق الضحية ولده (بندر)، وينام في منزله بحي السنابل، وذلك بعدما تعرف عليه أخيراً. وأكد أنه لن يتوانى عن متابعة حق ابنه للاقتصاص من القاتل.
وقال: «كنت وأسرتي نسكن في مشروع الإسكان الجنوبي، قبل أن أقوم ببناء مسكني بحي السنابل، وقد خصصت شققاً لأبنائي، ومنهم ابني بندر، الذي يعمل في الخطوط السعودية كمساعد طيار، وقد استدعت ظروفه الأسرية أن ينقل عمله إلى الخدمات الأرضية، ثم تعرف على الجاني».
وأضاف قرهدي: «كان ابني بندر ورفيقه (الجاني) قد حضرا ذات يوم للمنزل، وطلب بندر من والدته إعداد أكل جنوبي لضيف لديه في شقته، وقد حضرت للسلام عليه، وإذا بي أشاهد شخصاً مريباً، نظراته غير ثابتة، وقد استنكرت على ابني إحضاره للمنزل فكان رده إنسانياً، وهو يؤكد أنه صديقه وشخص صاحب ظروف، ويحتاج لصديق يساعده في حياته، وهو يتعاطف معه لأجل ذلك يصادقه، وكان ينام عنده في المنزل كصديق له، ولكني لم أكن مرتاحاً له».
ويشير إلى أنه شاهد ابنه قبل الحادثة قد أحضر عشاء له عبارة عن «همبرغر» و«شاورما»، غير أنه تركه معلقاً على باب مسكنه، ونزل من العمارة، «وعند سؤالي له عن وجهته ذكر لي تلقيه اتصالاً من أحد الأصدقاء لمساعدته، بعدما تعرض ذلك الصديق لعطل في مركبته، وسيقوم بشحن البطارية والعودة سريعاً، فطالبته بعدم التأخر، وذهبت للنوم، ولم أعرف أنه لم يعد للمنزل».
وأضاف قرهدي: «في اليوم الثاني تلقيت اتصالاً من شخص أشار إلى أنه موظف في مستشفى الملك عبدالعزيز، وطلب مني الحضور لتعرض ابني إلى حادث مروري، ومعه شخص آخر، ويجب الحضور لإنجاز أموره، وعند حضوري بحثت عن بندر ولم أجده، حتى حضر شخص وقام بكشف غطاء عن شخص متوفى ويظهر عليه الاحتراق».
وزاد قرهدي: «الموظف أشار إلى أنه ابني بندر، ولكني رفضت ذلك، إذ لا يشبهه بعدما تغيرت ملامحه بسبب الحريق».
وأفاد بقوله: «غادرت وأنا في ظروف غير طبيعية، فقلبي يؤكد أن ذلك الشخص هو بندر ولكن عقلي يرفض ذلك، حتى اليوم الثاني وعند التاسعة صباحاً تلقيت اتصالاً، وطُلب مني الحضور للجهة المختصة، وهناك تم التأكيد أن ذلك الشخص هو ابني بندر، الذي عُرفت عنه الطيبة، والمعاملة الحسنة، وكان باراً بوالديه، ويشهد المولى عز وجل على ذلك، ولم أشاهد منه إلا كل خير، رحمات ربي عليه».
شكراً لأمير مكة ومحافظ جدة
شكر والد الضحية قرهدي أمير منطقة مكة المكرمة، ومحافظ جدة، على تعزيتهما، وأكد أنه لن يتوانى عن متابعة حق ابنه للاقتصاص من القاتل.
وبيّن مقاوماً نفسه ويمنعها من البكاء أن ابنه بندر، متزوج ولديه ابنان، وغُدر به على يد من أحسن إليه، وحاول مساعدته واستأمنه على نفسه وأدخله منزله في حادثة بشعة دخيلة على مجتمعنا. ونوه بقوله: «أحرق فلذة كبدي وهو حي، ولا أتمنى أي شخص أن يعيش ما عشته وأسرتي، ولا لأي أب أو أم أن يعيشا الألم الذي أصابني. وأسأل المولى عز وجل أن يكتب بندر مع الشهداء».
واستغرب قرهدي، ما أظهره مقطع الفيديو الذي أظهر ابنه بندر وهو يصرخ من الألم ويسير على قدميه، فيما لم يقم أي شخص بمساعدته، وإنقاذه، إذ لا يصدق عقل أن ابنه المحترق جسده سار على قدميه حتى وصل إلى مركز صحي الحي، الذي وجده مغلقاً ليعود محاولاً السير نحو مستشفى آخر، ليقوم شخص بنقله ومساعدته، فهل يُعقل أن يقوم شخص بالتصوير والآخر يكتفي بالمشاهدة، ولا يبادر أحد لمساعدته.