لايزال الفضاء الإلكتروني الأردني مستمراً بالتنقل من سجال الى اخر دون هدوء أو راحة في قضايا كثيرة ومتنوعة ، لكن هذه المرة تركز الجدل على رجل الأعمال الأردني حسن إسميك بعد نشره مقالة في مجلة فورين بوليسي وحملت عنوان “وحّدوا الأردن وفلسطين – مرة أخرى” التي طالب من خلالها ضم الضفة الغربية ومنح الجنسية الأردنية للفلسطينيين والمستوطنين اليهود في الضفة الراغبين في البقاء تحت الإدارة الاردنية ، باعتباره أفضل أمل لحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق قوله، وهو ما اثار حفيظة الأردنيين الذين ادانوا مقالة الاخير بشكل بارز
ففي معرض حديثه عن الوطن البديل في الاردن ، قال اسميك ان على عمان أن تضم الضفة الغربية مرة أخرى من أجل تحقيق السلام والازدهار الاقتصادي ومنح الفلسطينيين حقوقهم الديمقراطية، مشيراً إلى أنه من الطبيعي وجود تحديات واعتراضات كثيرة، ولكن يمكن تجاوزها والتغلب عليها.
واعتبر أنه لا بد أن تلعب قوات أمنية أردنية حليفة دورا في الضفة لحراسة الحدود المشتركة “وعليه، لن تشعر إسرائيل بعد الآن بالحاجة إلى إنفاق 5.6% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع والتسلح”.
وفي هذا السياق ، جاءت ردود الفعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأردنية متباينة ، وكانت لافتة للنظر
وجرت تلك الاقتراحات على صاحبها انتقادات لاذعة ، وصلت إلى حد اتهامه بالخيانة والمطالبة بمحاسبته كونه يعمل على اعادة تنشيط اشاعة الدسيسة في اشارة الى ما يسمى بالوطن البديل
ويرى العديد من المراقبين والخبراء والسياسيين الاردنيين ان دعوة رجل الاعمال اسميك لضم الضفة الغربية للحكم الأردني، ليس بالأمر المستجد ،إلا أنها حتما ذو دلالات وأبعاد كثيرة فتصريح الكاتب يأتي في سياق يصفه كثيرون بـ”الحساس والخطير”.
وغلبت نظرية المؤامرة على بعض التعليقات التي يرى أصحابها في انتقاد مقالة رجل الاعمال اسميك “خطة تهدف لهز ثقة الجيل الجديد وزعزعته تجاه ثوابت الوطنية التي لا تقبل التجزئة والترويج لثقافة بديلة” وفق قولهم.
ومن هذا المنطلق، اكد ناشطون ان فكرة الوطن البديل على الارض الاردنية مستهدفة منذ زمن ، مشيرين إلى ان دعوة اسميك ومن يحركه من المطبعين والمروجين لن تقبل بأي شكل من الأشكال باعتبارها عمالة واضحة للكيان الصهيوني المحتل.
ونوه جانب اخر من المغردين إلى عدم الالتفات الى مقالة اسميك خاصة في الوقت الذي عززت فيه توصيات اللجنة الملكية الهوية الوطنية الجامعة، وحماية وحدة المجتمع الأردني وتماسكه، لافتين الى أنه هناك من يريد ان يعبث بها ويدق على وتر العنصرية والتقسيم والتفتيت الذي لن يحدث.
واعاد الكثير من الاردنيين على حسابتهم ، تغريدة رجل الاعمال حسين اسميك التي أعلن فيها تأييده لما سمّي باتفاقات (إبراهام)، التي تمّ توقيعها في العاصمة الأميركية (واشنطن)، بين الإمارات والبحرين، من جهة، والكيان من جهة أخرى ، ووصف حينها الاتفاقية أنّها تمثّل ”عصرا جديدا”، لمنطقة الشرق الأوسط، متمنيّا أن تلتحق (سوريا، والعراق، ولبنان)، بما أسماه”ركب السلام”! ، موجهين بذلك قولهم للشعب الاردني والفلسطيني “لا تستغربوا من مقالة هذا القزم فهو احد اذرع المطبعين في المنطقة”.
وفي ضوء ذلك، استغرب الناشط المعتصم بالله التميمي عبر صفحته الشخصية فيسبوك من فكرة تسويق المقال المجاني، قائلاً: من هو حسن اسميك حتى يتفرغ البعض الى تحليل مقاله ، ولو بقي مقاله مكان نشره لما علم به احد، متسائلاً لماذا نتدارس المقال ونحلله ونقدم خدمة تسويقية مجانية”.
ومن جانبه، رأى الكاتب ابراهيم قبيلات أن خطورة القرار اليوم بالذات هو انه يعني نقل جائحة الاحتلال الصهيوني من الضفة الغربية الى الضفة الشرقية بكل ما فيها من جراثيم وفايروسات.
واضاف قبيلات على منبره الإلكتروني من يقول إن دعوة هذا الرجل مجرد بالون اختبار مخطئ، ليس بالون اختبار على الاطلاق، هناك من يعمل لهذه الدعوة.
بدوره ،مدير مكتب قناة الجزيرة في عمان حسن الشوبكي، اكتفى بنشر معلومات رجل الاعمال حسن اسميك على صفحته الشخصية فيسبوك للتعريف به: “حجزت أمواله على خلفية شكوى من البنك المركزي الاردني بقيمة تناهز 100 مليون دولار…حاول شراء مباني القيادة العامة في دابوق ولم يتمكن من ذلك ، ثم دخل في مفاوضات لشراء مؤسسات إعلامية في البلاد وبعدها في مفاوضات لشراء حصص في ثلاثة بنوك محلية ، وكلها محاولات لم تفلح.”
وأردف الشوبكي ” الآن يدخل من بوابة جديدة سياسية لتصفية القضية الفلسطينية ! فلمصلحة من يعمل ويخطط هذا ” الملياردير ” ؟!
اما فراس الماسي ، وصف مقالة اسميك في تغريده على توتير بالدعوة الخبيثة ومشبوهة ، قائلاً :”ان هذا الامر لم يقوله من رأسه بل هناك من يحركه ، للأسف نحن في زمن اصبحت فيه الخيانة والعمالة وجهة نظر.