ورحل أيقونة المقاومة الشعبية (الشهيد سليمان الهذالين).. بقلم: جلال نشوان

الشهداء شموع الأمة ومناراتها 
عزها وفخرها 
يرحلون ، لكن تبقى أدق تفاصيل حياتهم ، ماثلة في حياتنا ، 
نهتدي بخطاهم ، ونسير على دربهم 
رحل الشهيد سليمان الهذالين شامخاً عزيزاً ، بعد أن لبى النداء ، نداء  الأرض التي دافع عنها ، بعريمة الرجال الشرفاء والأحرار 
رحل أيقونة المقاومة الشعبية الباسلة ، بعد أن خلد اسمه في سجل الخالدين  
 رحل بعد أن كان  من أبرز المدافعين عن (مسافر يطا) .. 
 الشهيد  سليمان الهذالين (69 عامًا) من قرية (أم الخير) بمسافر يطا جنوب الخليل صباح اليوم الإثنين بعد أيام من إصابته عقب دهسه من مركبة تابعة لقوات الاحتلال الصهيوني 
كانت الإصابة خطيرة ، حيث  أصيب بالرأس والصدر والبطن والحوض، وأدخل إلى مستشفى الميزان بالخليل لتلقي العلاج 
حاول الأطباء  على مدار الأيام الماضية منذ لحظة وصول المسن الهذالين إلى مستشفى الميزان بعد إصابته بجروح بالغة في أجزاء مختلفة من الجسم تقديم كل ما يلزم، حيث كان يعاني إصابات بالغة جداً 
وقد أجريت للهذالين كل العمليات اللازمة وأعطي كل ما يلزم من أدوية وتم توقيف النزيف لديه، ولكن نزيفه كان شديدًا وعانى هبوطًا في ضغط الدم بسببه قبل وصوله المستشفى، وكان لديه ضرر كبير جداً على الدماغ والقلب والرئتين والكلى، وحاولنا إنعاشه بكل الوسائل، وأعطي كميات هائلة من وحدات الدم ومدعمات الدم ولكن فاضت روحه إلى خالقها شامخاً شموخ الجرمق وجبال القدس 
ويستمر مسلسل الجرائم الصهيونية البشعة ، كبشاعة أعمالهم 
إنه الحقد الأسود تجاه شعبنا ، فقد قام سائق  سيارة لشرطة الإحتلال بدهسه ،  عانى على أثرها   من إصابة شديدة في الرأس وتهشم في الوجه والجمجمة والدماغ، وتهشم في العنق ومن تكسر في الفقرات وإزاحتها، ومن إصابة في الصدر وتكسر في الأضلاع، ومن رضوض على الرئتين وفي البطن، ومن تمزق في الأمعاء وإصابة وتمزق في الطحال وإصابة وتكسر في عظام الحوض والفخذ.
وأصيب المسن سليمان الهذالين في الخامس من الشهر الجاري بجروح خطيرة، بعدما دهسته آلية لشرطة الاحتلال الإسرائيلي بشكل متعمد خلال محاولة التصدي لاقتحام قريته أم الخير.
والشهيد  سليمان الهذالين من المدافعين البارزين عن أهالي مسافر يطا في وجه ما يتعرضون له من اعتداءات لقوات الاحتلال الصهيوني وقطعان  المستوطنين الإرهابيين القتلة 
مازال مسلسل الجرائم مستمراً ،  من حيث الإستراتيجية والجوهر والمفارقات الجرائمية الصهيونية  فهو استمرار له قلباً وقالباً ولكن على نحو أعمق وأشمل وأشرس، فإذا كان استشهاد المسن عمر أسعد ، والشهداء الذين يتم أعدامهم على الحواجز  يوميا ، 
إنه نفس الهدف   الذي بدأ به العدوان   الصهيوني على شعبنا منذ وعد بلفور وحتى يومنا هذا ، والذي أسفر عن عشرات المذابح المروعة من مذبحة دير ياسين وخان يونس وتل الزعتر ،وصابرا وشاتيلا 
وبالتالي فقادة الاحتلال يتلذذون بقتل شعبنا والممارسات والانتهاكات الصهيونية وتتسع دائرتها يوماً بعد يوم  لتشمل أبناء شعبنا في كل أماكن تواجده،
وفي الحقيقة : 
 تتسارع وتيرة الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية  على أبناء شعبنا ، ويتسع نطاقها ومساحاتها وعناوينها، وتتضاعف  نتائجها ويتعاظم صداها  ليشكل سجلاً ضخماً من جرائم الحرب الصهيونية  وهنا يجب على المجتمع الدولى توفير الحماية لشعبنا 
ففي فلسطين المحتلة تواصلت سياسات الاحتلال الحربية ، واستمر الإرهاب وتطبيق الابرتهايد   العنصري  لتشمل الأرض كلها والشعب كله.
استشهاد سليمان الهذالين يذكرنا بسلب الأرض كلها واستيطانها وتهويدها، ولتستمر بمنهجية سياسة العقوبات الجماعية الشاملة من اعتقالات ومحاكمات وهدم وإغلاق بيوت وإجراءات خنق اقتصادية، وإجراءات تهويد ثقافية وتعليمية وغير ذلك، ولتصل إلى اقتراف المجازر الدموية الجماعية والفردية.
حقاً : 
لن تسقط جرائم المحتل بالتقادم ، وسيأتي اليوم الذي يحاكم فيه الطغاة ، و تبقى جرائم المحتل الصهيوني ،  الأكبر والأقسى ، في التاريخ المعاصر ولكن الأشد قهراً ومرارة،  حالة عجز المجتمع الدولي وصمت المطبعين العرب على تلك وتواطؤ الولايات المتحدة الأمريكية  ،والمجتمع الغربي 
يا أيقونة المقاومة الشعبية : 
يا لطهر دمائك الزكية يا سليمان ،  عندما ارتقيت شهيدًا عند الله تعالى
نم قرير العين أيها البطل 
سنظل نقاوم المحتلين الغزاة حتى النصر أو الشهادة
 وياشهداءنا الأبرار :
 دماؤكم الزكية الطاهرة روت الأرض الفلسطينية المقدسة  ورحيقها العطر يفوح عبقه في كل فلسطين