ورشة عمل تسلّط الضوء على صعود تجربة مراجعي الكتب مع تراجع دور النقد التقليدي

لم تعد قراءة الكتاب عملاً فردياً مقتصراً على القارئ فقط، إذ أسهم ظهور منصات الإعلام الجديد في خلق حالة حوارية تفاعلية تعززت مع بروز تجربة تقديم مراجعات الكتب، سامي البطاطي واحد من الأسماء البارزة في هذا المجال، وقد سلّط الضوء على تجربته، في ورشة أقيمت يوم السبت ٩ أكتوبر ٢٠٢١م، ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب.

«كيف تتحدث عن كتاب».. كان هذا عنوان الورشة التي استهلها البطاطي بالربط بين شخصية المبدع وشخصية مراجع الكتاب، وذلك من حيث ضرورة الالتزام بالقواعد المهنية والفنية مع وجود الحس العفوي البسيط، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تشهد صعود عصر مراجعي الكتب من القراء الذين يشاركون المتلقي انفعالاتهم وحماستهم الشخصية للكتاب، في مقابل تراجع الدور التقليدي للناقد المعلم أو الناقد الخبير.

وقال مقدم الورشة: إن نجاح مراجع الكتب يبدأ باعتياده على التدوين الذي يعمّق علاقته بالنص، ويساعده في تحديد الأفكار الأساسية للكتاب وأهم مقولاته، قبل أن يبدأ في عرض الكتاب في إطار أربعة مستويات رئيسية هي الانطباع، والفهرسية والملخص والمراجعة.

وفي هذا السياق، نبّه البطاطي مراجعي الكتب إلى التفريق بين الملخص والمراجعة، حيث الملخص نص منكفئ على أصله دون آراء شخصية، لايختلط فيه صوت القارئ مع صوت الكاتب، في حين أن المراجعة نص متفاعل مع تجربة القارئ، ويتقبل حضور صوته وأفكاره الشخصية في التعليق على الكتاب.

وأكد مقدم الورشة أن تجربة مراجعة الكتب تختلف من شخص لآخر، بل إنها قد تختلف لدى الشخص نفسه بعد مرور فترة من الزمن، ومع تغير مستوى فكره وثقافته، كما نصح المهتمين بمراجعات الكتب بمشاركة أفكارهم ومناقشتها مع الآخرين لما لذلك من أثر على تنويع زاوية الطرح واكتشاف المزيد من مواضع الاهتمام.

كما نصح البطاطي مراجعي الكتب بأن يحكوا تجاربهم الحقيقية مع الكتاب من دون مجاملة أو خوف من إبداء النقد، حيث يرى أن هذا الجانب يسهم في ترسيخ قناعة من يملكون نفس الرأي تجاه الكتاب، محذراً في الوقت ذاته من طغيان الذاتية في اختيار الكتب ومناقشتها، حيث يقول: «أسوأ ما يمكن أن يفعله القارئ أن يعرض ذاته، وهو يعرض الكتاب».

واختتمت ورشة العمل باستعراض تعليقات حقيقية من موقع «قود ريدز» الخاص بمراجعات الكتب، حيث انتقد مقدم الورشة ميل بعض مراجعي الكتب، وحتى الناشرين أحياناً، للتعليق على كتاب معين باستخدام عبارات فضفاضة يمكن تطبيقها على آلاف الكتب والأعمال الأدبية، ومن أشهر هذه العبارات«الكتاب يخوض في أعماق النفس البشرية، شخصيات الرواية تتفاعل مع بعضها بعفوية بالغة».