09:05 م
الثلاثاء 05 ديسمبر 2023
لا تزال الإدارة الإسرائيلية تعيش حالة من الارتباك والغضب، بسبب الأوضاع الطيبة التي بدى عليها الأسرى الإسرائيليين لدى تسليمهم إلى الصليب الأحمر من قبل مقاتلي الفصائل الفلسطينية خلال الهدنة، وكذا مشاهد الود بين الأسرى والمجاهدين التي وثقتها الكاميرات.
وجاء ذلك في وقت ظلت فيه الآلة الإعلامية الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر تبث مزاعهما بشأن حالة الأسرى والمخاطر التي تعرضوا إليها أثناء أسرهم داخل قطاع غزة، إلا أن لحظات التسليم دحضت تلك الادعاءات أمام العالم.
وفي طريق البحث عن مبررات للخروج من هذا المأزق، خرج مسؤولين بالحكومة الإسرائيلية للحديث عن أن حماس أعطت حبوبا مخدرة ومهدئات للأسرى قبل الإفراج عنهم لكي يبدوا سعداء أثناء عملية الإطلاق.
وفي اجتماع للجنة الصحة بالكنيست الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، زعم ممثل وزارة الصحة أن الرهائن الذين تم إطلاق سراحهم مؤخرًا من الأسر في غزة، أعطتهم حماس حبوبًا مهدئة قبل إطلاق سراحهم، وحسب مزاعمه فإن الهدف من التخدير هو جعل الرهائن يبدون هادئين وسعداء، بعد تعرضهم للإيذاء الجسدي والحرمان والرعب النفسي في غزة لأكثر من 50 يومًا، حسب ادعائه.
هاجر مزراحي، رئيس القسم الطبي بوزارة الصحة الإسرائيلية، قالت إن الدواء حسب مزاعمها الذي أعطته حماس للأسرى الإسرائيليين يسمى كلونازيبام. ويُعرف أيضًا باسم Clonex في إسرائيل.
ويُباع العقار المزعوم تحت الاسم التجاري Klonopin و Rivotril، ويُستخدم الدواء لمنع وعلاج اضطرابات القلق والنوبات والهوس ثنائي القطب والتحريض المرتبط بالذهان واضطراب الوسواس القهري.
وحسب ما نشرته صحيفة “ذا تايم أوف إسرائيل”، فإن ممثل وزارة صحة الاحتلال، لم يكشف عما إذا كان ادعائه بشأن التخدير قد تأكد من خلال فحوصات الدم التي أجريت على الأسرى المفرج عنهم في المستشفيات الإسرائيلية، أو من شهادة الأسرى المحررين، أو كليهما.
ومن أجل نشر الادعاء الذي تم تداوله في إسرائيل، طالب رئيس لجنة الصحة عضو الكنيست يوناتان مشرقي، وزارة الصحة الإسرائيلية بإرسال تقريرًا رسميًا إلى المنظمات الصحية في جميع أنحاء العالم، يوضح بالتفصيل أدلة التخدير والنتائج الطبية الأخرى بعد عودة الرهائن المفرج عنهم.
وبالرغم من أن عدد كبير من الأطباء الإسرائيليين الذين تم تكليفهم برعاية الأسرى المفرج عنهم في المستشفيات الإسرائيلية، تحدثوا في البداية لوسائل الإعلام عن أن الأسرى عادوا بصحة بدنية جيدة، لكنهم بعد ذلك بدلوا كلامهم وقالوا أن هذا ليس دقيقًا تمامًا.
ولم تكن مشاهد الود والابتسام فقط أثناء عملية التبادل ما عكس معاملة المقاومة الحسنة للأسرى، بل تركت إحدى الأسيرات رسالة نشرتها المقاومة في الرابع والعشرين من نوفمبر، وقبل ساعات من الإفراج عنها وطفلتها تضمنت شكرا لأفراد المقاومة الذين تواجدوا رفقتها وابنتها، بسبب تعاملهم الإنساني مع طفلتها إيميليا.
مضمون الرسالة التي كتبتها الأسيرة الإسرائيلية وتركتها لأفراد المقاومة قبل مغادرتها، جاء فيه شكرها الكبير للحراس الذين كانوا رفقتهم خاصة بعد معاملتهم لصغيرتها، والتي كانوا يسمحون لها بالدخول إلى غرفهم حينما تشاء، ويجلبون لها الحلوى بل ويلعبون معها، على غير المتوقع حسب قولها، بأنها اعتقدت أن طفلتها ستخرج بأمراض نفسية من الأسر لكن ما حدث أن ابنتها كانت وكأنها ملكة في غزة.
وفي نهاية رسالتها قالت الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها: “ياليت أنه في هذا العالم أن يقدر لنا أن نكون أصدقاء طيبين حقا”.