وصف وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، دافيد أمساليم، تحذير ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، بينهم رئيس أركانه، هيرتسي هليفي، وقائد سلاح الجو، تومر بار، من تراجع كفاءات الجيش بسبب توقف عناصر في الاحتياط عن الخدمة العسكرية احتجاجا على خطة إضعاف جهاز قضاء، بأنه “تمرد”.
وندد قادة المعارضة، يائير لبيد وبيني غانتس، والرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، بأقوال أمساليم، وطالب وزير الأمن، يوآف غالانت، بوقف التهجمات على الجيش وعدم إدخاله إلى السجال السياسي، فيما لم يعبر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عن موقف والتزم الصمت.
وقال أمساليم اليوم، الثلاثاء، إن “هذه ليست مجموعة ضباط في الاحتياط. يوجد تمرد داخل الجيش الإسرائيلي. ومن يتمرد داخل الجيش، في أي جيش عادي، يعاقبون المتمردين مثلما ينبغي معالجة أمر المتمردين، ولذلك أرى أن هذا أمر خطير جدا، وفي تقديري أنه بدون علاقة مع إصلاح كهذا أو ذاك ستكون لهذا الأمر تبعات مستقبلية خطيرة للغاية على الدولة”، وفق ما نقلت عنه القناة 12 التلفزيونية.
وتطرق أمساليم إلى تعامل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، وهليفي مع ما وصفه بـ”التمرد”، وقال “فلنعترف بالحقيقة ولا نقول إنهم ’قسم من المتطوعين’، فهؤلاء أشخاص يفترض أن يتواجدوا في قمرات قيادة الطائرات لأنه هذا هو تأهيلهم… يوجد رفض للخدمة العسكرية ويوجد (من الجهة الأخرى) عدم الحضور إلى الخدمة العسكرية”.
ووجه أمساليم اتهاما مباشرا لهليفي وبار: “أنا أسمع يقوله قائد سلاح الجو ورئيس هيئة الأركان العامة، وهذا يحدث خلال ولايتهما. وهذا يدخل إلى صفحات التاريخ، وسيتعلمون هذا بعد 20 أو 30 عاما وسيعلمون من كان رئيس هيئة الأركان العامة ومن كان قائد سلاح الجو وما الذي حدث”.
وأضاف أمساليم أن لا علاقة للجيش بقرارات يتخذها المستوى السياسي وفقا لمفهومه. “وما يحدث هنا الآن هو أن أولئك المسؤولين (في الجيش) يشكلون تهديدا على دولة إسرائيل بمستوى (عصابات) الإتاوة. ويقولون إنه ’إذا لم توقفوا التشريعات (القضائية) فإننا سنفكك الجيش’، وليس مهما ما يحدث عند الحدود الشمالية وما يحدث مع إيران، لا شيء مهما”.
وتوقع محللون عسكريون، اليوم، انفجارا قريبا في العلاقة بين نتنياهو وغالانت، في أعقاب صراخ نتنياهو على هليفي، أول من أمس، وصمته إزاء تهجمات وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف على قيادة الجيش، ووصف نجله لهليفي بأنه “رئيس هيئة الأركان العامة الأكثر فشلا في تاريخ الجيش.
واعتبر المراسل العسكري للقناة 12، نير دفوري، أن غالانت، “كمسؤول عن الجيش الإسرائيلي وينبغي أن يحافظ على كفاءات الجيش ووحدة صفوفه، سيضطر إلى الحسم إذا سيكون مخلصا للجيش وقيادته أم أن يصمت ويسمح للسياسيين بمواصلة مهاجمة جهاز الأمن”.
وأضاف أنه “في الجيش الإسرائيلي يقولون إن الأجواء في الجيش صعبة جدا، وأن ضباطا كبار يتحدثون كثيرا عن توبيخ نتنياهو لرئيس هيئة الأركان العامة، أي قائدهم”.
وأشار دفوري إلى تصريح غالانت لدى تسلمه منصبه كوزير أمن بأن “سلم أولوياتي هو أن الدولة والجيش قبل أي شيء آخر”. وكان نتنياهو قد أقال غالانت بعدما حذر في مؤتمر صحافي من المخاطر التي سيتعرض لها الجيش بسبب الأزمة السياسية النابعة من خطة إضعاف جهاز القضاء. لكنه بقي في منصبه في أعقاب ضغوط شعبية. “وبالرغم من أن غالانت عاد إلى منصبه كوزير أمن، لكن الترسبات بين رئيس الحكومة وغالانت بقيت على حالها”، وفقا لدفوري.
وأضاف دفوري أنه “ذهلوا في الجيش من التهجمات الأخيرة على القيادة الأمنية، ويعتقد مسؤولون أمنيون أن هذه محاولة لتحميل المسؤولية حول ما يحدث على كاهل الجيش الإسرائيلي”.
وبحسب دفوري، فإن على خلفية اجتماع نتنياهو مع هليفي وقيادة الجيش، أول من أمس، والذي تصفه وسائل الإعلام بـ”اجتماع الصرخات”، نصح أشخاص هليفي بأن يوثق لقاءاته مع المستوى السياسي، وما يقال فيها وتواريخها وساعاتها. “وهؤلاء الأشخاص الذين تحدثوا مع رئيس هيئة الأركان العامة يعتقدون أنه قد يستعين بتوثيق كهذا قريبا” في إشارة إلى احتمال تشكيل لجنة تحقيق في أزمة الجيش الإسرائيلي.
كذلك أشار المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشواع، إلى أن “المشاعر في الكِرْياه (أي مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب) هي أن نتنياهو يزج بغالانت في الزاوية حتى بثمن أن يغادر منصبه في فترة أمنية حساسة لهذه الدرجة”.
ونقل يهوشواع عن ضابط في هيئة الأركان العامة تحدث مع غالانت مؤخرا، قوله إن غالانت “مستعد لدفع الثمن إذا اضطر”. وأضاف يهوشواع أنه بحسب أعضاء هيئة الأركان العامة، فإن “نتنياهو لا يمارس ضغوطا عليهم كي يمتنعوا عن النشر، مثلا، عن وضع كفاءات الجيش، وإنما يزج بغالانت في الزاوية بثمن إعادته إلى بيته. فنتنياهو يدرك أن غالانت ليس محبوب ناشطي الاحتجاجات وأن ثمة شكا إذا كانوا سيخرجون إلى الشوارع مثلما حدث في المرة الماضية بعد إقالته”.
وقدر مسؤول أمني تحدث مع غالانت، أنه “لن يتنازل وسيستمر في دعم موقف قيادة الجيش الإسرائيلي، التي عكست (خلال الاجتماع نتنياهو أول من أمس) التهديد بفقدان الكفاءات بعد شهر”.