أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الدول العربية تدرك خطورة تداعيات استمرار أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، مشدداً على أهمية التوصل إلى إيقاف عاجل لتلك العمليات العسكرية الجارية بين الجانبين والبدء في مناقشة عدد من إجراءات بناء الثقة، بما يمهد لتدشين إطار الحل السياسي المستدام لهذه الأزمة، في إطار احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول، وبما يكفل حل هذا النزاع بطريقة سلمية ومقبولة من قبل الطرفين.
وقال شكري خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر الخارجية المصرية اليوم (الأحد) مع نظيره الروسي سيرجي لافروف إن مصر تؤكد أهمية التوصل لحل دبلوماسي وانتهاء الأعمال العسكرية، والتوصل لعملية تسوية سياسية تعفي المنطقة تبعات هذه الأزمة التي أثرت على مصر في ما يتعلق بالأمن الغذائي والطاقة والتضخم، وكلها أمور يجب العمل على تجنبها، مؤكداً أن مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي تناولت أهمية استقرار وأمن الأوضاع في المنطقة العربية وفلسطين، والأوضاع في سورية وليبيا، وكذلك الوضع الدولي، واصفاً مجمل زيارة وزير الخارجية الروسي إلى مصر بـ«المهمة» تم خلالها عقد مباحثات منفردة وتناول عميق لمجمل العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا ذات العلاقات التاريخية والصداقة والمتشعبة في الكثير من المجالات السياسية والاقتصادية.
من جهته، قال لافروف : «الموانئ الروسية تعاني من حصار غربي وتلقينا تعهدات في تركيا بإنهاء ذلك»، موضحاً أن لدى بلاده توافقا في الرأي حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية مع مصر وبحثا تطوير التبادل التجاري والتعاون التكنولوجي ومشروع الضبعة النووي والمنطقة الروسية بقناة السويس.
والتقى لافروف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونقل إليه رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للإعراب عن التقدير تجاه مبادرة مصر لتشكيل لجنة الاتصال الوزارية في إطار جامعة الدول العربية سعياً لتسوية الأزمة الأوكرانية وما تم خلالها من زيارة للعاصمة الروسية موسكو من قبل السادة وزراء الخارجية المعنيين، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي.
وكان لافروف وصل مطار القاهرة الدولي مساء أمس (السبت) في زيارة رسمية للقاهرة تستغرق 24 ساعة، يلتقي خلالها مع عدد من المسؤولين، لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسيتوجه إلى الكونغو وأوغندا وإثيوبيا في جولة أفريقية.