تستمر مليشيا الحوثي في نهجها الإرهابي ضد الطفولة في اليمن مستخدمة عددا من الوسائل منها المراكز الصيفية والترغيب والترهيب للآباء خصوصاً فئة الأيتام والفقراء الذين يتم استضعافهم والاعتداء عليهم والزج بهم في السجون في حالة معارضتهم لتجنيد أطفالهم.
وكثف شقيق زعيم المليشيا وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب يحيى بدر الدين الحوثي نزوله الميداني على القرى والمناطق القبلية في محافظات صنعاء وعمران وحجة وذمار للضغط على القبائل لتسليم أطفالهم وتجنيدهم، وذلك عقب قرار الأمم المتحدة وضع المليشيا في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الطفولة في اليمن في تحد واضح للإرادة الدولية الرامية لحماية الطفولة ومنع استغلالها في الحروب والصراعات.
وأفادت مصادر قبلية لـ«» أن القبائل اليمنية قاطعت الدعوات الحوثية لعقد لقاءات موسعة مع شقيق زعيم المليشيا ولم يتواجد إلا عدد من المنتفعين ممن يوصفون بالمشرفين والعاملين مع المليشيا وهو ما أصابه بلطمة كبيرة، مبينة أن الحوثي لجأ في خطاباته للتهديد باستخدام القوة ونهب أموال وأراضي المعارضين للتجنيد الذين وصفهم بالخونة والموالين للشرعية من الفقراء والأطفال وتحويلها إلى ملك للمليشيا في محاولة لغسل ماء وجهه الذي أهين من أبناء المناطق التي زارها.
وكشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن (تحالف رصد) تجنيد المليشيا من 2017 حتى مارس 2021 أكثر من 12054 طفلاً، جميعهم لا يتجاوزون الـ17 عاماً، لا يزال 6729 طفلاً منهم مستمرين بالقتال مع المليشيا فيما قتل 2450 طفلا في العمليات العسكرية وأصيب 498 طفلاً وتم أسر 790 طفلاً في الجبهات المختلفة في حين عاد 1004 إلى أسرهم ولا يزال مصير 572 طفلا مجهولا حتى اللحظة.
فيما ذكرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في اليمن أن المليشيا ارتكبت أكثر من 66 ألف انتهاك للطفولة منذ الانقلاب، منها 21 انتهاكا متنوعا بين القتل والجروح والتعذيب والحرمان من التعليم والتجويع، و44 ألف تهجير قسري وتشريد للأطفال.
وأشارت الشبكة اليمنية إلى أن المليشيا قتلت 3059 طفلا بينهم الطفلة ليان التي أحرقتها بالصواريخ وأكثر من 4734 طفلا جريحا، مبينة أن هناك 321 طفلا أصيبوا بإعاقة دائمة بسبب الألغام الحوثية.
ونددت الشبكة اليمنية باستمرار المليشيا في جرائمها ضد الأطفال وغسلها للأدمغة والإغراء بالوظائف والشهادات المدرسية واستغلال الوضع الاقتصادي المتدهور لدى الأسر، مؤكدة أن ما يزيد على مليوني طفل دفعوا إلى سوق العمل وحرم 4.5 مليون طفل من التعليم نتيجة تحويل المنشآت التعليمية إلى ثكنات عسكرية وخصخصة ما تبقى من المدارس لصالح قياداتها.
وحذرت عدد من المنظمات المحلية والدولية العاملة في اليمن من كارثة إنسانية بحق الطفولة باليمن، مطالبة المجتمع الدولي بموقف قوي وحازم وتنفيذ القرارات الدولية خصوصاً بعد إقرار المليشيا استحداث أكثر من 6 آلاف مركز طائفي في مختلف المحافظات اليمنية لتدمير العقول الصغيرة للأطفال وتجنيدها.