وجه رئيس الوزراء للكيان الإسرائيلي أمس الأول الثلاثاء رسالة تهديد إلى إيران خلال زيارة قام بها لقاعدة لشعبة المخابرات الإسرائيلية برفقة رئيس جهاز الأمن القومي “أهارون حليفا” وقادة آخرين.
وادعى نتنياهو في رسالته التهديدية أن “إسرائيل تفاجئ إيران دوما وسوف تفاجئ كل أعدائها.. فليعلم كل أعدائنا.. نحن متقدمون عليكم بفارق كبير”.
لم يمض يوم واحد على تهديدات نتنياهو ضد إيران والمقاومة حتى فاجأته إيران بإزاحة الستار عن صاروخ “خيبر” المحدث بحضور وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد “محمدرضا آشتياني”، وهو أحدث صاروخ بالستي إيراني انتجته منظمة الصناعات الجوفضائية التابعة لوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة.
صاروخ “خيبر” الاستراتيجي والتكتيكي الدقيق، والكيان الإسرائيلي يدرك جيدا الدلالات الكامنة في هذا الاسم الرمزي، يصل مداه إلى ألفي كيلومتر أي عمق أراضي فلسطين المحتلة وقادر على حمل رأس حربي ثقيل وزنه ألف وخمسة مئة كيلوغرام ولا يمكن لعيون الرادارات اعتراضه ذلك أن إحدى ميزاته البارزة الطيران فوق غلاف الأرض والتخفي عن رادارات الأعداء ومحصن تماما أمام أي نوع من الهجمات الإكترونية ذلك بسبب أنه غني عن نظام التوجيه والتحكم.
لا شك في أن إزاحة الستار عن هذا الصاروخ وإطلاقه وإصابته الهدف المحدد بنجاح كامل كان مثابة الإطلاق إلى قلب العدو وإصابته على أرض الواقع. إذن، من هنا يكتشف أن ايران دوما تفاجئ العدو بالفعل ولا بالشعارات والدعايات التي ليست الا من دأب الكيان الاسرائيلي.
هذا الصاروخ الى جانب الصواريخ الدقيقة الايرانية تشكل كابوسا لسلطات الكيان الاسرائيلي الذي بات مؤخرا عاجزا أمام فصيل من فصائل المقاومة أي حركة الجهاد الإسلامي في غزة التي استطاعت أن تثبت مرة أخرى عدم فاعلية منظومات الدفاع الجوي في الاراضي المحتلة أمام رشقات صواريخ المقاومة التي كانت تدك مختلف المناطق داخل الأراضي المحتلة والتي كانت لايران يد في صنعها وإطلاقها وإصابتها أهداف محددة.
أضف إلى ذلك فهناك صحف ومراقبون وإعلام يطرحون دوما أسئلة وهي أن ايران لماذا لا ترد على اعتداءات الكيان الاسرائيلي على مصالحها ومواقعها في سوريا كانت أو خارجها وحتي داخل الأراضي الايرانية؟ للإجابة عن هذا السؤال ينبغي القول إن سياسة وتكتيك ايران تكمن في عدم الإعلان عما تلحقه بالكيان الاسرائيلي وهذا الكيان أدرى من أي طرف آخر ماذا تحمل من جانب ايران أو حلفائها أمنية كانت أو سياسية بشكل مباشر أو غير مباشر.
كاتب سياسي وإعلامي