إن أول حالة معروفة وصفت في الأدبيات الطبية، ظهرت في تقرير حالة مفصلة نشرت باللغة الألمانية في عام 1908 بواسطة الطبيب النفسي أخصائي الأعصاب الألماني كورت غولدشتاين، إذ وصف في تقريره حالة امرأة أصيبت بجلطة أثرت على جانبها الأيسر، فأصبحت يدها اليسرى وكأنها لشخص آخر. وتوضح الاستشارية النفسية أمل وهبة متلازمة اليد الغريبة بأنها إحدى المتلازمات النادرة التي تصيب الأعصاب وترافقها أعراض سريرية غير مألوفة، ويصاب بالمتلازمة كل من البالغين من الجنسين ورصدت حالات نادرة لإصابات وسط الأطفال كما يحدث في متلازمة اليد الغريبة فقدان سيطرة العقل على يد واحدة، فيفقد الشخص السيطرة على يده كأن الأطراف لديها عقل خاص بها يجعلها تتحرك بحركات بسيطة أو معقدة، ويعبر المريض أحيانًا بأنها غير مقصودة وغير مرغوب بها، وأنها تتعارض مع ما يرغب في فعله أصلا. وأوضحت وهبة أن السمات السريرية والسلوكية تختلف بين المرضى، فبعض المرضى يدركون هذه الحركات منذ بدايتها وآخرون غير واعين بما يحدث ويختلف رد فعل المريض على الموضوع فقد يشعر بالإحراج أو الضحك أو الإحباط أو المفاجأة.
ترى الاستشارية النفسية أمل وهبة أن الأسباب وراء المتلازمة تختلف، ولكن لابد من ملاحظة ارتباط عدد من الحركات اللا إرادية عند إصابة مناطق مختلفة من الدماغ، مثل: الجسم الجاسي، والناحية الجدارية أو الأمامية. وتسبب هذه الإصابات على الأقل بمجموعات مختلفة من حركات اليد، منها قيام إحدى اليدين بأفعال معاكسة لليد الأخرى، وشعور الشخص بأن اليد ليست ملكه، لقيام اليد المصابة بأنشطة موجهة نحو هدف دون إرادة صاحبها، والشعور بوجود طرف إضافي، كارتفاع اليد دون سبب.
وأضافت، هناك عدة أسباب أخرى لليد مفقودة السيطرة، منها التعرض لمتلازمة السكتة الدماغية الوعائية، أو مضاعفات إجراء جراحة في الأعصاب، تحديدًا في الجسم الجاسي في الدماغ، أو مرض التنكس العصبي، المرتبط بالمتلازمة، أو التعرض لصدمات مرض السرطان، والانفصال البصري أو الحسي أو الحركي، أو حدوث آفات في الجسم الجاسي أو القشرة المخية الحركية أو القشرة الحركية الإضافية، أو تمدد الأوعية الدموية، والتعرض لعدوى في الدماغ، والتصلب اللويحي.
السبب.. آفة في قشرة المخ!
وعن علاج حالة اليد الملقوفة ترى الأخصائية أمل وهبة أن عدم القدرة على التحكم باليد هي أبرز عرض للمتلازمة، ليس بسبب ضعف اليد، بل إن اليد تكون بقوتها الطبيعية لكنها تتحرك بشكل لا إرادي ودون إدراك، وهذه الحركات ليست تشنجية بل حركات منسقة كحركات التقاط الأشياء أو لمس الوجه وتبديل الملابس وارتدائها. وتشخيص متلازمة اليد الغريبة يعد تحديًا بسبب عدم وجود أي مكون نفسي مسؤول عن الحالة، أو وجود أي خلل في عمليات الدماغ والذاكرة والإدراك والعاطفة لدى المريض، لأن التغيرات السلوكية والأمراض النفسية شائع فيها أكثر شكوى المريض عن حركة يده التلقائية، فيحدث استبعاد المتلازمة في التشخيص.
وقد يستخدم الأطباء أمورا أخرى في التشخيص، مثل التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي الذي قد يكشف عن أي ضرر في الدماغ كالاحتشاءات الحادة في الفص الجداري، أو مراقبة تصرفات المريض لتحديد تكرار وشدة أعراض المريض.
ولا يوجد بعد علاج مثبت للمتلازمة، ولكن تم استخدام عدة طرق في علاج متلازمة اليد الغريبة التي تتحكم في حركة العضلات أثبتت فعاليتها على المرضى، كما يتم استخدام تقنيات العلاج المعرفي السلوكي مع أغلب المرضى الذين لديهم فعالية متوسطة للعلاج، فيمكنهم أداء عدة أمور، مثل إبقاء الذراع قريبة من الجسم لأطول فترة ممكنة لتجنب أي حركة عفوية، وإشغال اليد المصابة عن طريق تحميلها غرضا ما.
العلاج.. احمل غرضاً
في يدك المتفلتة