رأى الجنرال المتقاعد عاموس يدلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات (أمان) في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، رأى أنّ الموضوع الأكثر أهمية بالنسبة إلى أمن إسرائيل، هو التقدم الإيرانيّ إلى مرحلة العتبة النووية، والإمكانية الواردة بأنْ تزحف، أوْ تقرر إنتاج قنبلة، على ما أكّده في مقالٍ نشره بالموقع الالكترونيّ للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ.
يدلين شدّدّ على أنّ إدارة الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، أرادت بشدة العودة إلى الاتفاق النووي، لكنها لم تنجح بسبب مطالب إيران، والآن تفهم أنّ الاتفاق لم يعد ممكنًا، زاعمًا أنّ “قمع الاحتجاجات بقوة في إيران وتزويد روسيا بالأسلحة التي تقصف بها البنى التحتية الأوكرانية سيُصعب العودة إلى الاتفاق على إدارة بايدن، التي تضع قضايا (حقوق الإنسان)، والدفاع عن (العالم الحر) في مكانة عالية في سلّم أولوياتها”، طبقًا لمزاعم الجنرال الإسرائيليّ.
وأوضح يدلين أنّ “هذا بالإضافة إلى أنّ إيران وقفت في معسكر “الأشرار” إلى جانب منافِستيْن للولايات المتحدة، الصين وروسيا، إذ بات الصراع على الترتيبات الجديدة في العالم يدور في خمس ساحات: أوكرانيا، الشرق الأوسط، منطقة المحيط الهادي، الاقتصاد والتكنولوجيا”.
وأشار إلى أنّه “في هذا السياق، يقف كلٌّ من نتنياهو وإدارة بايدن على الجهة نفسها ضدّ إيران، وهناك فرصة لبناء حوار في الموضوع، ليس من وجهة نظر عدوانية، بل استنادًا إلى شراكة استراتيجية، للوصول إلى الهدف المعلن لإسرائيل والولايات المتحدة: ألّا تملك إيران سلاحًا نوويًا قط”.
بناءً على ما ذُكِر أعلاه، أكّد الجنرال يدلين أنّه “يتوجب على الدولتيْن صياغة خطة تفصيلية لوقف المشروع النووي الإيرانيّ، الموجود اليوم في أكثر نقطة متطورة تاريخيًا”.
ولفت يدلين إلى أنّ “مكونات الخطة لوقف المشروع النووي الإيراني هي: ضغوط قصوى وزيادة العقوبات، الدفع قدمًا بخطوة إعادة العقوبات مقابل خرق الاتفاق مع الدول الأوروبيّة، مساعدة الاحتجاجات في إيران وتشجيعها، هجوم على التوسع الإيراني و”الإرهاب” الإيراني في المنطقة، ضرب مشروع الصواريخ والمسيّرات الإيرانية وانتشارها، الدفع قدمًا بمنظومة دفاع جوي إقليمي ضد هذه التهديدات، وضع خطوط حمراء في طريق إيران إلى القنبلة، وتحضير إمكانية عسكرية موثوقة في الدولتين في حال جرى خرق الخطوط الحمراء”.
وأوضح الجنرال يدلين أنّه “على إسرائيل أنْ تعمل مقابل شركائها في الخليج، بهدف التشديد على التهديد الذي تُشكلّه إيران بتحالفها العسكريّ مع روسيا في الحرب على أوكرانيا، وتشجيعهم على اتخاذ سياسات ملائمة، والضغط على روسيا لتقليل المساعدات لإيران، والسعي إلى تقليل تأثيرها في المنطقة، التي تبدو كتهديدٍ لأمن الكثيرين من السكان فيها”، كما قال.
وتابع أنّه “من جانب آخر، لا يجب على إسرائيل المبالغة بالتهديد الروسي لحرية حركة سلاح الجو في سورية، وأشك فيما إذا كانت موسكو ستمسح لنفسها في الظرف الحالي المخاطرة بأرصدتها العسكرية وقدراتها الدفاعية بسبب تهديدها لطائراتنا”.
وأكّد أنّه “من المهم لنتنياهو، الذي تربطه بالرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين علاقات وثيقة ومستمرة العمل لتحقيق مصالح إسرائيل، وألّا يتنازل أمام المعركة الروسية على الوعي والابتزاز الذي تمارسه موسكو”، طبقًا لأقواله.
واختتم الجنرال يدلين قائلاً إنّه “في الخلاصة، الهدف من هذه الخطوات المقترحة هو الحاجة الضرورية، ليس فقط إلى الامتناع من توتير العلاقات مع واشنطن والضرر بها، بل تعميق التعاون معها وتوسيعه، في فترة مهمة ومتعددة التحديات الأمنية، بعضها غير مسبوق”.
مُضيفًا أنّه “يجب القيام بذلك مع الانتباه بصورةٍ خاصّةٍ لحاجات وحساسية الولايات المتحدة، بطريقة تشجع الدعم من الحزبيْن الجمهوريّ والديمقراطيّ لإسرائيل، وترفع من أهمية الكيان في الولايات المتحدة، إلى جانب الحفاظ على المصالح المركزية المرتبطة بأمنها القومي ومستقبلها، كدولةٍ يهوديّةٍ، ديمقراطيّةٍ، آمنةٍ وعادلةٍ”، على حدّ زعمه.