قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية في موقعها على الإنترنت، اليوم الأحد، إن القصف الجوي للاحتلال الإسرائيلي تراجع في بعض مناطق قطاع غزة خوفاً من إصابة جنود الاحتلال على الأرض في مناطق الاشتباكات، مؤكداً أن لا علاقة لذلك بوجود نوايا إسرائيلية للحفاظ على حياة المواطنين الفلسطينيين.
وكشفت “يديعوت أحرونوت”، لدى مراجعة ضباط في سلاح الجو الإسرائيلي، عن تراجع القصف الجوي في بعض مناطق القتال، إضافة إلى تراجعه حتى في الهجمات الجوية التي تطلبها القوات البرية من أجل مرافقة قريبة من الجو أو في مواقع يوجد فيها مقاومون.
وكانت تقارير صحافية إسرائيلية تحدثت مؤخراً عن توقف سلاح الجو عن مساعدة القوات الأرضية في قطاع غزة.
وأوضح الموقع العبري أن سبب ذلك التراجع “لا يتعلق برغبة جيش الاحتلال الإسرائيلي بالحفاظ على حياة سكان غزة الأبرياء، ولا يتعلق كذلك بمحاولة الاقتصاد في استخدام الذخيرة، وإنما يأتي بدافع الحذر والخشية من إصابة الجنود على الأرض بنيران صديقة”.
وأشار الموقع إلى نقاشات دارت بين الطيارين وضباط على الأرض طالبوا بهجمات على مقربة من المناطق التي يوجدون فيها، حيث امتنع الطيارون عن القيام بذلك بسبب وجود قوات للاحتلال قريبة من المواقع التي طُلب منهم قصفها.
وأشار المصدر ذاته إلى مقتل عدة جنود للاحتلال في هجمات جوية، ما دفع الجيش إلى توسيع إجراءات الأمان، مضيفاً أنه طُلب من ضباط الاحتلال إبطاء وتيرة العمليات التي يقومون بها في بعض المناطق في قطاع غزة، من أجل التأكد من عدم وجود جنود آخرين على مقربة من المكان، وبالتالي منع تبادل إطلاق النيران بين الجنود.
وكان موقع “يديعوت أحرونوت” كشف، في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، عن قصف مروحية حربية إسرائيلية منزلا في قطاع غزة تحصن فيه عدد من الجنود الإسرائيليين “عن طريق الخطأ”، ما أدى إلى مقتل أحدهم.
ووقع الحادث بعد طلب القوات البرية من طائرة “أباتشي” مساعدة من الجو ضد مقاومين جرى رصدهم على مقربة منهم. واستجابت الطائرة لطلبهم، ولكن الطائرة قصفت المبنى الذي كان فيه الجنود، وهذا لم يكن الحادث الوحيد، حيث أشار موقع “يديعوت أحرونوت” حينها إلى وقوع العديد من الحوادث المشابهة التي تخلّلها إطلاق “نيران صديقة”.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب الموقع ذاته، إن التعاون بين سلاحي الجو والبر بلغ عدداً قياسياً في حربه على قطاع غزة.
وبسبب الحساسية تجاه عائلات القتلى واستمرار القتال، فإن الجيش يحاول التعتيم على قضية الجنود الذين يُقتلون بـ”نيران صديقة”. ورغم ذلك، أجريت بعض التحقيقات الأولية حول الموضوع، ومن ثم نُظّمت لقاءات توجيه تتعلق باستخلاص العبر من تلك الحوادث للعديد من الضباط الذين يقودون الحرب.
ومنذ بداية الحرب، قُتل وأُصيب العشرات من جنود الاحتلال بسبب “النيران الصديقة” أو خلال مهام عملياتية منذ بدء العملية البرية، بحسب موقع “يديعوت أحرونوت”، الذي نقل عن جيش الاحتلال قوله إن بعض أسباب ذلك يتعلق بأنماط السلوك العملياتي المتساهلة، والتي تمت معالجتها خلال وقف إطلاق النار في فترة الهدنة التي استمرت نحو أسبوع في إطار صفقة تبادل الأسرى.
وبحسب الموقع نفسه، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي أضاف عشرات الوسائل التكنولوجية المختلفة، من بينها طائرات مسيّرة مخصصة للتمييز بين الأماكن التي يوجد فيها الجنود من سواها، خاصة أن عدداً كبيراً منهم يتحرك في ذات الوقت في القطاع الذي يعتبر من أكثر المناطق اكتظاظاً في العالم.