اتهمت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، اللجنة الأولمبية الدولية بالتساهل مع من يستخدمون المنافسة كمنصة لمقاطعة إسرائيل بشكل علني والتنديد بها، على حد تعبيرها، وذلك في إشارة للاعبين الجزائري فتحي نورين، والسوداني محمد عبد الرسول، اللذين أعلنا انسحابهما من الألعاب الأولمبية في العاصمة اليابانية طوكيو، رفضاً لملاقاة إسرائيليين.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، الخميس، “إن انسحاب لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين من دورة ألعاب طوكيو من أجل تجنب لاعب الجودو الإسرائيلي توهار بتبل، يثبت أن اللجنة الأولمبية الدولية متساهلة للغاية مع أولئك الذين يستخدمون المنافسة كمنصبة لمقاطعة إسرائيل بشكل علني والتنديد بها”.
وفي محاولة لإخفاء ردود الفعل الغاضبة التي أحدثها قرار نورين، لفتت الصحيفة في تقرير إلى أن ما كان يثير عناوين الصحف العالمية ويفتح النقاشات الوطنية في إسرائيل “بات مجرد مسألة تافهة اعتاد عليها الإسرائيليون”.
وأضافت: “حتى حقيقة حدوث ذلك خلال دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، لم تكن كافية لجعلها أخباراً رائدة”، مطالبةً اللجنة الأولمبية الدولية بالرد بقسوة وبشكل مناسب على ما وصفته “العمل الوقح”.
وقالت: “بينما لم تصدم إسرائيل على الأقل عندما أعلن الجزائري نورين أنه يفضل الانسحاب على مواجهة لاعب الجودو الإسرائيلي، إلا أن اللجنة الأولمبية الدولية يجب أن ترد بقسوة وبشكل مناسب على مثل هذا العمل الوقح، لان الأمر بات أشبه بالأضحوكة”.
وأشارت إلى أن المقاطعين في الماضي، كانوا يتظاهرون بتعرضهم للإصابات من أجل تقديم عذر يفترض أنه مقبول لتقاعدهم عن اللعب، لكن نورين أعلن بكل فخر انسحابه، وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الجزائري: “لا أنوي أن تتسخ يدي بمصافحته”.
في غضون ذلك، عرجت الصحيفة على ما تم تداوله على لسان مدرب اللاعب الجزائري، الذي أعلن في تصريحات سابقة له، أن الفريق الجزائري لم يكن محظوظاً بما يكفي، فقد كان “الخصم إسرائيلياً”، مؤكداً أن هذا هو السبب الرئيس وراء قرار الانسحاب، قائلاً: “لقد اتخذنا القرار الصحيح”.
تابعت الصحيفة: “مع هذا الانسحاب المزعج، بصق نورين في وجه رياضة الجودو”، مستهجنة كيف لشخص أن يعبر عن نفسه بهذه الطريقة خلال الألعاب الأولمبية “بدون أي خجل” حسب وصفها.
كما أبدت الصحيفة استغرابها مما قالت إن اللجنة الأولمبية الدولية تتعمد من خلاله النأي بنفسها وبشدة عن السياسة، وتلتزم بسياسة صارمة بشأن هذه القضية، بما في في ذلك عدم فرض قيود على التعبير عن الرأي السياسي خلال الألعاب.
وتساءلت: إذن كيف يمكن أن تحدث مثل هذه العروض المخزية مراراً وتكراراً؟!، في استهجان واضح لعدم اتخاذ اللجنة الأولمبية الدولية عقوبات بشأن نورين وعبد الرسول، واصفةً العقوبة التي فرضتها اللجنة بطرد نورين من القرية الأولمبية بـ”الجوفاء”، حتى أنها بذلك خالفت القوانين الصارمة المتعلقة بالإجراءات الاحترازية بشأن الحماية من الإصابة بفيروس كورونا، والتي تنص على ضرورة مغادرة البلاد في غضون ثلاثة أيام من نهاية مسيرة أي لاعب.
وشددت على أن السبب وراء قرار نورين الذي وصفته ب”الوقح”، يأتي نتيجة ما قالت إنه “التحريض المستمر ضد إسرائيل في جميع أنحاء العالم، فهو لم يكلف نفسه عناء إخفاء كراهيته الإسرائيل، بل واحتفل بها على الهواء مباشرة، لأنه بالنسبة له ولكثيرين غيره، كل شيء مسموح عندما يتعلق الأمر بالتشهير بإسرائيل”، وفق ما جاء فيها.
كما تطرقت لقرار انسحاب اللاعب السوداني محمد عبد الرسول بالقول: “انسحب من الأولمبياد قبل المواجهة، على عكس نورين، لم يتباه بقراره، وبدلاً من ذلك اختار أن يعلق انسحابه على إصابة مزعومة في الكتف”، موضحةً أن انسحاب الرياضي السوداني جاء برغم تطبيع إسرائيل والسودان لعلاقاتهما في إطار الاتفاقيات الموقعة.
وأضافت: “لكن كما علمنا لا يمكن لمثل هذه الاتفاقيات إعادة كتابة الواقع بالكامل”، مستحضرةً مثالاً أخر للاعب الجودو المصري إسلام الشهابي الذي رفض مصافحة اللاعب الإسرائيلي أوري ساسون في أولمبياد “ريو” عام 2016.
وحول اتفاقيات التطبيع الموقعة مع عدد من الدول العربية، أكدت “يديعوت” أن إبرامها والتوقيع عليها ومعالجتها ونشرها، لا يحدث فارقاً يذكر، لأنه بالرغم من كل ذلك، لا يزال الرياضيون من الدول التي وصفتها بـ”الحليفة” يدينون علانية بوجود إسرائيل ذاته.
وأشارت إلى عقوبة الاتحاد الدولي للجودو، التي فرضها على الاتحاد الإيراني في قضية مماثلة في وقت سابق، مطالبة بأن تتخذ اللجنة الأولمبية الدولية الفعل ذاته مع نورين.
ووصفت قرار رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، الوقوف دقيقة صمت على أرواح 11 إسرائيلياً في مذبحة ألعاب ميونخ عام 1972 خلال حفل افتتاح الأولمبياد في دورتها الحالية،، بـ”الصائب” من أجل إصلاح الظلم التاريخي، وقد حان الوقت لـ”تصحيح الظلم الأخير الذي وقع علينا”.
وقالت: “يجب أن تقابل مقاطعة إسرائيل من قبل الرياضيين المحترفين بالتعليق الدائم، وتحذيرهم من أن خطوات مماثلة ستؤدي إلى طرد دولهم بشكل كامل من الألعاب القادمة”.