يديعوت: 5 سيناريوهات متوقعة للانتخابات الإسرائيلية المقبلة

مع بقاء أقل من أسبوع على ذهاب الإسرائيليين الى صناديق الاقتراع، فقد باتت الأوساط الحزبية والسياسية تتحدث عن أهم الخيارات المتاحة أمام الأحزاب الفائزة في اليوم التالي لإعلان النتائج، خاصة باتجاه تشكيل الائتلاف، وما هي فرص تحقيقها، وكيف يحافظون عليها، رغم أن الاستطلاعات التي تصدر تباعا تعطي أرقاما غير متفائلة لمن يخشى من سيناريو الانتخابات السادسة التي قد تكون خيارا قائما.

وستتوجه دولة الاحتلال إلى صناديق الاقتراع الثلاثاء المقبل للمرة الخامسة خلال ثلاث سنوات ونصف، عقب فشل نتائج الجولات الأربع السابقة في منح أي من مرشحي رئاسة الوزراء بتشكيل ائتلاف مستقر لمدة أربع سنوات، بل إنهم جميعا شكلوا حكومات ضيقة لم يكن ضمان استقرارها متاحا، ما يفسح المجال لتداول عدة سيناريوهات تنتظر تشكيل الحكومة القادمة، لكن فرصها منخفضة إلى الصفر.

يوفال كارني الكاتب في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ذكر أن “السيناريو الأول المتعلق بتشكيل حكومة يمينية ضيقة بقيادة بنيامين نتنياهو، وهذا فرصه معقولة، في حال حصلت الأحزاب الأربعة المؤيدة له، وهي: الليكود والصهيونية الدينية وشاس ويهودوت هتوراه، معًا على 61 صوتاً أو أكثر، حيث إنها ستكون حكومة متجانسة، لكن لديها احتمالية كبيرة للصراع في ما يتعلق بإدارة شؤون الدولة، رغم أنه بالنسبة لنتنياهو فإن حكومة يمينية كاملة هي الخيار الافتراضي الأمثل، ولكن في غياب الخيارات الأخرى فإن تشكيل حكومة 61 برئاسته هو السيناريو الذي يتمتع بفرص كبيرة للتحقيق”.

وأضاف أن ” السيناريو الثاني هو تشكيل حكومة وحدة برئاسة نتنياهو مع بيني غانتس، وفرصه ضعيفة، فالأول وعد في عدة حملات انتخابية بأنه سيشكل حكومة يمينية فقط، وفي الممارسة العملية فضّل تشكيل حكومة وحدة مع يسار الوسط، وفي السنوات الـ13 الماضية شكل حكومات مع إيهود باراك وتسيبي ليفني ويائير لابيد وبيني غانتس، وأجرى محادثات متقدمة مع قادة حزب العمل يتسحاق هرتسوغ وآفي غباي، لكنها باءت بالفشل، وحتى هذه المرة فإن غانتس تعهد بعدم الوقوع في مغامرة أخرى مع نتنياهو، خاصة أنه يترشح على نفس القائمة مثل غدعون ساعر، أحد كبار معارضي نتنياهو”.

وأشار إلى أن “السيناريو الثالث تشكيل حكومة برئاسة يائير لابيد بدعم خارجي من الجبهة-العربية، وفرصه ضعيفة جداً، خاصة عقب تصريحه بأن بقايا القائمة المشتركة لن يكون في حكومته تحت أي ظرف، وعلى الورق فهو لا يزال قادراً على تشكيل حكومة أقلية بدعم خارجي من الجبهة إن تجاوزت نسبة الحسم، لكن حكومة الأقلية تكاد تكون من المستحيل إدارتها، ومن الصعب رؤية لابيد يجد لغة مشتركة مع أيمن عودة وأحمد الطيبي”. 

وأكد أن “السيناريو الرابع هو تشكيل حكومة وحدة بين لابيد والمنشقين عن الليكود والحريديم، وفرصه منخفضة إلى صفر، فإذا فشل نتنياهو في تحصيل 61 مقعدًا، فإنه سيسمح للابيد أن يظل رئيسًا لحكومة انتقالية، وسيكون هدفه محاولة تفكيك الليكود، للانضمام إليه، وزعم وزير المالية أفيغدور ليبرمان أنه إذا لم يحصل نتنياهو على 61 مقعدًا فسيحدث انفجار سياسي في الليكود، ما يعني انسحاب بعض أعضائه، أو تنحية نتنياهو من قيادته. يبدو هذا السيناريو خياليًا، وبالتالي فإن فرص نجاحه منخفضة”.

وختم بالإشارة إلى السيناريو الخامس المتمثل “بتشكيل حكومة بقيادة غانتس مع الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة، وفرصه منخفضة للغاية، لأنه في الأشهر الأخيرة شن غانتس حملة لتخليص الدولة من التخبط السياسي، وتشكيل حكومة مع واحد أو أكثر من الأحزاب المعارضة، قاصدا المتدينين، وبات يجري حوارات مع ممثليهم ويزور مدارس يهودية، ومنازل حاخامية مهمة، لكن في الأيام الأخيرة، وعقب ضغوط نتنياهو، فقد تصدى قادة الأحزاب الأرثوذكسية المتشددة لغانتس، وأعلنوا أنهم لن يتحالفوا معه”.

تبقى هذه السيناريوهات ذات الفرص المتباينة جديرة بالدراسة والتأمل، مع ضرورة الانتظار إلى صباح اليوم التالي للانتخابات الإسرائيلية كي تتضح موازين الأحزاب بالأرقام الدقيقة، وحينها سيعرف الإسرائيليون هل سيكونون أمام واحد من هذه السيناريوهات، أم إنهم سيذهبون إلى سيناريو سادس يخشونه وهو الجولة السادسة من الانتخابات المبكرة.