يتعرض الجيش الإسرائيلي لانتقادات متصاعدة خلال ولاية رئيس أركان الجيش الحالي، أفيف كوخافي، وتتزايد التقارير، من داخل الجيش وخارجه، حول نواقص وإخفاقات، يرى البعض أنها يمكن أن تؤثر على أدائه في حرب مقبلة، كما أن الاستطلاعات تشير إلى تراجع ثقة الإسرائيليين بالجيش، بعد أن كان يعتبر “بقرة مقدسة”.
وتطرق المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوآف ليمور، في تقرير نُشر اليوم، الجمعة، إلى هذا الموضوع، وأشار إلى أن كوخافي دخل اليوم إلى سنته الرابعة والأخيرة في المنصب، وأنه لم يكن يتوقع نهاية ولايته بالوضع الحالي للجيش: “بدلا من جيش يحلق إلى الأمام بأي مفهوم ممكن، يضطر إلى مواجهة سلسلة أزمات تخيم على خططه العظيمة”.
وبحسب التقرير، فإن جزءا من الأزمات ليست مرتبطة بكوخافي، وبينها وباء كورونا والجولات الانتخابية المتتالية في السنتين الماضيتين، والتي بسببها لم يتم إقرار ميزانية الدولة. “هذه أمور عرقلت خططه”.
إلا أن التقرير أكد على أن “كوخافي هو ضحية نفسه أيضا. وهو يتجه، كطبيعته، كي يضرب رأسه بالحائط. من دون تقبل نصائح، ومن دون الإصغاء إلى الانتقادات. وهذه ظاهرة معقدة لديه: فهو يحيط نفسه بأشخاص رائعين، لكن هؤلاء يرددون أفكاره ولا يطرحون أفكارا متحدية له. والذي يحاول القيام بذلك، يتم إبعاده. وهذا حدث لكثيرين من الضباط برتبة لواء في هيئة الأركان العامة الذين أرادوا الخير للجيش وقائده”.
وفيما يتعلق بثقة الجمهور الإسرائيلي بالجيش، فقد تم تحذير كوخافي في أعقاب نشر استطلاع “المعهد الإسرائيلي للديمقراطية” حول تراجع حاد في هذه الثقة، العام الماضي، من أن هذه بداية اتجاه خطير وينبغي اتخاذ خطوات للجمه، “لكن كوخافي لم يفعل شيئا” وفقا لليمور.
وسجلت ثقة الإسرائيليين بالجيش تراجعا آخر في استطلاع “المعهد الإسرائيلي للديمقراطية”، الذي نشر الأسبوع الماضي. وإثر ذلك، شكل كوخافي فريق عمل لمواجهة هذا التراجع، وعين نفسه رئيسا له.
وأشارت تقارير نُشرت مؤخرا إلى أن بين أسباب تراجع ثقة الإسرائيليين بالجيش، كانت وجبات الطعام المقدمة للجنود في القواعد العسكرية ونقليات الجنود، وكلاهما بمستوى رديء بحسب الرأي العام في إسرائيل.
وجاء في التقرير أنه “منذ عدة سنوات، تصل شكاوي من جانب جنود وذويهم، الذين يضطرون إلى شراء الطعام بآلاف الشواكل كي يأكل أولادهم (الجنود). وتجاهل الجيش ذلك، وصحا الآن فقط”.
وتابع التقرير أنه “يضاف إلى ذلك الأزمة المتصاعدة في جيش الاحتياط، وهنا مسؤولية الجيش الإسرائيلي بارزة وواضحة. فقرار تقليص التدريبات للاحتياط، وبالتالي المس في ظروفهم، كان مدرَكا. والحساب بقدم الآن، والتصحيح مكلف ومعقد. فمن يريد تحقيق نصر مدو في الحرب القادمة، كما يقول الجيش، يجدر به أن يبدأ التصحيح منذ الآن”.
وحوّل الجيش الإسرائيلي ميزانيات من ناحية إلى أخرى. فقد سعت خطط كوخافي إلى الاستثمار في نواح معينة، مثل تطوير شبكة الاتصالات في الوحدات العسكرية من أجل تحسين أدائها العسكري، وزيادة قدرات الجيش الفتاكة، والاستثمار في شراء أنواع أسلحة حديثة وستدخل للاستخدام في السنوات القريبة.
إلا أن التقرير لفت إلى أن “إنجاز الجيش الإسرائيلي في الامتحان الحقيقي الوحيد خلال ولاية كوخافي – عملية حارس الأسوار العسكرية (العدوان الأخير على غزة) – كان محدودا جدا. ولم ينبع ذلك من مشاكل عسكرية، وإنما من أمر آخر، هو سقف توقعات مرتفع للغاية، والذي تحطم على أرض الواقع الغزي. ورغم التفوق الهائل للجيش الإسرائيلي ورغم الوعود، الوضع في غزة لم يتغير”.
وأضاف التقرير أنه “جرى إهدار السنوات الثلاث الأولى لكوخافي في المنصب. ورغم كورونا والانتخابات والميزانية، توفرت معطيات لدى كوخافي قد ينجح. وحقيقة أنه سجل نجاحات جزئية وحسب هي، بين أمور أخرى، نتيجة لسلم أولوياته هو نفسه. وهذا الأسبوع، على سبيل المثال، في ذروة أزمة كورونا المزلزلة وأزمة الثقة، وجد الجيش الإسرائيلي أنه من الصواب أن ينشغل في تصميم رمز رسمي جديد للجيش”.