تساءلت صحيفة “يسرائيل هايوم” الإسرائيلية المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، “ما الذي سينقذ السلام مع مصر؟”، محذرة من مغبة انهيار اتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب.
ولفتت الصحيفة إلى أن القاهرة تقوم بتسليح نفسها عسكريا بكم هائل من السلاح منذ فترة طويلة كما لو كان هناك هجوم أجنبي في الطريق، مشيرة إلى أن بدون هزيمة “حماس”، سوف تتحطم صورة إسرائيل في العالم العربي على الرغم من السلام وعلى الرغم من الدعم الأمريكي.
وأفادت بأنه “منذ عام 1979، كانت مصر أحد ركائز الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلى جانب المملكة العربية السعودية، فهي تعمل كوسيط في عمليتي السلام الإسرائيلي العربي والإسرائيلي الفلسطيني، وهي عامل استقرار لاتجاهات التطرف في العالم العربي، وتوفر الدعم الأمني للقوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة، ومن هنا فإن لواشنطن مصلحة حيوية في الحفاظ على علاقاتها مع القاهرة، على الرغم من الاضطرابات الحكومية التي تعيشها مصر منذ عام 2011”.
ورأت أن “إحدى أهم الأدوات في أيدي الولايات المتحدة هي المساعدات العسكرية لمصر، خاصة بعد اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر عندما لم يكن هناك تهديد كبير”، معتبرة أن “تسليح الجيش المصري بآلاف الدبابات ومئات الطائرات يبدو غير منطقي، فلماذا تنقل الولايات المتحدة مساعدات عسكرية ضخمة إلى مصر كل عام، ولماذا تستمر مصر في طلب المساعدات الأمريكية”.
وأضافت: “من الجانب الأمريكي، تكسب الصناعة العسكرية الأمريكية مليارات الدولارات سنويا وتوفر العمل لعشرات الآلاف من العمال، فالمساعدات العسكرية لمصر ودول الشرق الأوسط الأخرى، لأن كل أموال المساعدات الأمريكية تقريبا (حوالي 1.4 مليار دولار سنويًا) تأتي من ميزانية التمويل العسكري الأجنبي الأمريكية، أي أن مصر لا تتلقى أموالاً سائلة، بل أسلحة خام – وتعود الأموال إلى الاقتصاد الأمريكي”.
وأوضحت أنه “من وجهة النظر المصرية، من المهم أن نفهم أنه على الرغم من اتفاقية السلام مع إسرائيل في مارس 1979، فإن مصر لا تزال تنظر إلينا كعامل تهديد، وفي القاهرة اختاروا (السلام البارد)، وقلصوا التطبيع إلى الصفر، وتجاهلوا تماما نظرة الجمهور المصري السلبية لليهود بشكل عام وإسرائيل بشكل خاص، بحيث لا تزال مصر كمؤسسات ومعها جماهير الشعب، ترى في إسرائيل خصماً محتملا يجب بذل كل جهد ممكن للوصول إلى التكافؤ الاستراتيجي معها، والعمل على إضعافها”.
وقالت: “صحيح أن السلام مع إسرائيل هو رصيد استراتيجي للنظام المصري، لكن مصر تنظر بعين ثاقبة ومركزة إلى وضع إسرائيل وتفعل مجموعة اعتباراتها التي تم معايرتها في 7 أكتوبر، والتي ظلت تعمل بقوة أكبر منذ فبراير الماضي، مع تزايد الأصوات الإسرائيلية المطالبة بالتحرك في رفح”، مؤكدة أنه “لا تزال مصر نظاما وشعبا، ترى في إسرائيل خصما محتملا يجب أن يبذل كل جهد ممكن للوصول إلى التكافؤ الاستراتيجي معها، والعمل على إضعافها”.
وشددت الصحيفة الإسرائيلية على أن “الدخول الإسرائيلي إلى رفح يقلق المصريين بسبب الخوف من موجة اللاجئين التي ستجتاح الجانب المصري من المدينة، وأيضا بسبب الخوف المصحوب بجنون العظمة من أن تستغل إسرائيل الحرب وتغزو سيناء، وإذا قمنا بتجميع الأمور معا، فإن مصر ستبذل قصارى جهدها لمنع إسرائيل من دخول آخر معقل لحماس، وبالتالي هزيمة الحركة الفلسطينية ضمنا”.
وكشفت أنه “وردت تقارير في الأسابيع الأخيرة عن طلبات مصرية من الولايات المتحدة لتزويدها بمعدات أمنية ورادارات، أو عن صفقات أسلحة جديدة، مثل عقد بقيمة نصف مليار دولار مع شركة بوينغ لتحديث أسطول طائرات الهليكوبتر من طراز شينوك في مصر، ولكن قبل كل شيء، ظهر التقرير المصري قبل أسبوع، حول زيارة الرئيس السيسي للكلية الحربية المصرية ومن بين جميع الصور التي التقطت في هذا الحدث، تم نشر صورة واحدة فقط: المتدربون منتبهون لمراجعة شاملة لمزايا ونقاط الضعف في دبابة ميركافا 4.. فقد كانت الرسالة واضحة: تحذير صريح من الغزو الإسرائيلي لرفح”.
وختمت الصحيفة العبرية تقريرها قائلة: “في القاهرة ينتظرون النتائج النهائية لحرب غزة، لمعرفة ما إذا كانت إسرائيل ستحقق النصر الكامل أم أنها ستضطر إلى التنازل. ومن هذا المنطلق فإن بقاء حماس وخروج يحيى السنوار سليما من المخيمات سيكون انتصارا فلسطينيا قد يشوه صورة إسرائيل في العالم العربي، ويضر باتفاقيات السلام مع مصر والأردن، واتفاقيات التطبيع المقبلة مع الدول العربية” .