10:47 م
الخميس 07 أبريل 2022
كتب وصور- عبدالله عويس:
فيديو- شروق غنيم:
منتصف مارس الماضي، خصص مساحة لقرائه، ليشاركونا حكايات أمهاتهم، في رسائل شكر ومحبة. مئات الرسائل وصلت، بين من يرى في أمه ما لا يراه الآخرون، ويرى آخر أن أخته تستحق لقب الأم الملهمة، وآخرون يرون اللقب لجداتهم، وذهب البعض لتكريم الأب الذي عاش دوره الطبيعي إلى جانب الأمومة، بعد فقد الزوجة.
ووفقا لمعايير حددنها لقرائنا، اخترنا أبرز هذه الرسائل، وطرحناها للتصويت، واختار قراء بطلة قصة «أمي.. شَقَى طول العمر» لتكون الأم الملهمة لعام 2022.
“شقاء.. ونجاة”.. حكاية الفائزة بجائزة في استفتاء الأم الملهمة
في إحدى قرى محافظة المنيا، نشأت نجاة عبد العليم في أسرة، مكونة من 9 أبناء غاب عنها الأب بعد وفاته بعلة مرضية. كانت الأم تعمل على تربية الأسرة دونما مساعدة من أحد. لكن الصغيرة لم تكن تعرف أنها ستلاقي مصيرا مشابها في المعاناة مستقبلا.
في إحدى زياراتها إلى القاهرة، كان حازم سائق التاكسي يقلها إلى بيت عمها، ودخلت الفتاة قلبه من أوسع الأبواب، ليكلل الأمر بزواج، أثمر عن فرحة أولى بطفلة أعطوها اسم «شيماء»، كما أثمر عن طفلتين بعد ذلك هما علياء ودعاء، ولم تكن مشكلة كبيرة أن دعاء ولدت وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة. معاناة أخرى برزت إلى السطح.
كان حازم يعمل موظفا في أحد المستشفيات، تماما مثل زوجته، حتى أصيب ذات يوم بإعياء شديد، نقل على إثره للمستشفى، لتبدأ رحلة لم تنته بعد، مع أمراض في الكبد والكلى والقلب، وهشاشة في العظام وكسور عدة، أفقدته الحركة تماما حتى صار طريح الفراش، لا يأكل ولا يشرب ولا يقضي حاجته إلا بمساعدة من زوجته وأولاده.
27 عاما مرت على مرض حازم، كانت نجاة تستيقظ من نومها، لتجهز لبناتها احتياجات المدرسة، ثم تذهب إلى عملها، قبل عودتها إلى زوجها وهو يغسل الكلى، ثم تعود للبيت، ومنه للمستشفى مرة أخرى، وهكذا في رحلة امتدت لسنوات طويلة، دونما مساعدة من أحد: «لكن شيماء كانت تساعدني، صار عمرها الآن 35 عاما، لا أعتبرها ابنتي بل أختي وصديقتي».
حصلت شيماء على ليسانس آداب وتخصصت في التاريخ، وتعمل حاليا في خدمة عملاء أحد متاجر الأجهزة الكهربائية، وفي حين أن علياء تزوجت وصار لها أحفاد، ودعاء صارت بطلة في ألعاب التايكوندو، إضافة إلى حصدها مركزا مرموقا في الكشافة، كما تدرس صعوبات التعلم، فإن شيماء لا تتوقف عن مساعدة أمها: «ولذلك حين رأيت مسابقة الأم الملهمة التي أعدها ، قررت أن أكتب عن أمي، كنت أود أن يسمع الناس حكايتها» تحكي شيماء.
المرض الذي بدأ في عام 1995 لحازم، جعله يترك عمله في عام 2005، لكنه منذ 2016 وهو يجلس دون حركة تماما، كان الأمر صعبا عليه، لا سيما وقد كان كثير التحرك بسيارة يعمل عليها بعد انتهاء عمله الحكومي. فكان قرار زوجته التي تعلم رغبة زوجها في مشاهدة الشارع أن تنتقل إلى منزل آخر، إيجاره مرتفع بالنسبة إلى محيطه في شبرا الخيمة، لكنه يطل على الشارع من أحد الأدوار العلوية: «كان هذا تحقيقا لرغبته، هو بركة هذا المنزل، ويكرمنا الله به وبدعاء ابنتي».
عدم القدرة على التحرك، كان يدفع الزوجة لأمور عدة، تترك الأفراح الخاصة بأسرتها طواعية، كما أنها لم تذهب إلى رحلة عمرة، خشية أن تترك زوجها دون تلبية رغباته، وتكاد حياتها تكون معلقة بينه وبين دعاء، تراعي الاثنين، وتحافظ على كل متطلباتهما: «لا أرغب في شيء من أمور الدنيا سوى أن يكونا بخير، ولولا وجود شيماء إلى جانبي لما استطعت التحمل، رزقني الله بها فكانت يدي اليمنى واليسرى وكل شيء».
تقول شيماء عن أمها، إنها تحملت ما لا يتحمله شخص آخر، وكانت ترغب في منحها أي شيء يعبر عن امتنانها لأمها، فكانت الرسالة التي أرسلتها عن أمها، ضمن رسائل أخرى صوت عليها الجمهور، واختاروا قصة نجاة، «أمي.. شَقَى طول العمر» لتكون الأم الملهمة لعام 2022.
لمشاهدة الفيديو:
اقرأ قصص الأمهات الملهمة، والتي اختر من بينها قراء الفائزة بالجائزة.. اضغط هنا
https://www.masrawy.com/crossmedia/mother-day-story/
جائزة للأم الملهمة.. شاركنا ورشح أم تستحق الجائزة
https://www.masrawy.com/crossmedia/mother-day/