لم تمض ساعات على إعلان وزير إعلام لبنان جورج قرداحي موقفه بشأن حرب اليمن حتى برهن الحوثيون للعالم زيف تلك التصريحات عبر تنفيذ عدد من عمليات القتل ضد الأطفال والنساء في تعز ومأرب التي راح ضحتيها أكثر من 52 قتيلاً وجريحاً في أقل من 24ساعة. لم تكن مجازر الكمب في تعز التي أبادت 9 أطفال من أسرة واحدة كانوا يلهون بجوار منزلهم ولا تفجير منزل الزعيم القبلي عبداللطيف القبلي في مديرية الجوبة بمأرب، التي أبيدت أسرته بالكامل نساء وأطفالا، أو مجزرة طلاب مدرسة الجوبة، كافية لتبرهن للسياسين اللبنانيين خصوصا وزيري الإعلام والخارجية اللذين يصران على تقديم جثث أطفال اليمن قرباناً لزعيم الإرهاب حسن نصر الله كي ينال رضاه ويحظى بالتغاضي عن تجاوزات الفساد وسرقة المال العام اللبناني الذي يواجه شعبه أعلى نسب الجوع والفقر والبطالة. وقال رئيس تحرير صحيفة «المشهد» اليمني عبدالرحمن البيل: بعد كل هذا الافتراء والإصرار على المضي في دعم الإرهاب الحوثي ضد الشعب اليمني من قبل قرداحي وبوحبيب فإن الأمر أصبح واضحاً وجلياً، وهو أن حكومة ميقاتي مجرد «شغالين» عند نصر الله، ولا علاقة لهم بمصالح الشعب اللبناني، مضيفا أنه كان الأجدر بهؤلاء «الجهلاء» أن يراجعوا الدلائل التي نشرتها الحكومة اليمنية منتصف عام 2016 ويظهر فيها خبير من حزب الله يدعى أبو صالح وهو يدرب عناصر حوثية في صنعاء على الهجمات الانتحارية متحدثاً باللهجة اللبنانية عن كل التفاصيل. ولفت إلى أن الحكومة اللبنانية منذ ما قبل الانقلاب الحوثي كانت تعمل على تسهيل مرور الخبراء من مطار بيروت إلى اليمن وبضغط من حزب الله ولكنها اليوم أعلنت موقفها المؤيد للحوثي وقتل الشعب اليمني والإساءة للتحالف ودول الخليج، الذين لم يدخرون جهدا في سبيل الوقوف مع لبنان طوال عقود من الزمن.
ويرى ناشطون يمنيون أن الشعب اللبناني اليوم مطالب باتخاذ موقف قوي وشجاع في سبيل الدفاع عن كرامته وسيادته، محذرين من أن الصمت على تدخلات حزب الله في شؤونهم وتجويعهم وتحويل بلادهم إلى مركز عصابات مسلحة لاستهداف الدول الأخرى يشكل أكبر تهديد للأمن والسلم الاجتماعي.
وقال هؤلاء كنا نتعامل مع لبنان على أنها بلد تصدر الجمال والتعايش، لكنها اليوم أصبحت تصدر الإرهاب وتقف إلى جانبه بكل قياداتها، محذرين من أن يقوم حزب الله بإجراء خطير ضد الدبلوماسية اليمنية بعد سحب السفير اليمني.