اعتدت مجموعة يهود متطرّفين مسلّحين زعمت أنها تنتمي لجهاز الشرطة الإسرائيليّ، مساء الإثنين، على شبان عرب من النقب، في اعتداء عنصريّ هو الثاني من نوعه، خلال يومين.
ومؤخّرا، انضم مئات الإسرائيليين إلى ما يسمى “سرية بارئيل”، وهي ميليشيا مدنية مسلحة أقامها ناشط في حزب “عوتسماه يهوديت” الفاشي، الذي يمثله في الكنيست إيتمار بن غفير. وأقام هذه الميليشيا مركز هذا الحزب في جنوب البلاد، ألموغ كوهين، بدعم من الشرطة الإسرائيلية وبلدية بئر السبع، بهدف مزعوم “لإنقاذ النقب من مشكلة انعدام الأمن الشخصي”، حسبما ذكر موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني، الجمعة الماضي.
وأُصيب الشاب صلاح الدين أبو زايد من مدينة رهط، جرّاء تعرّضه لاعتداء من قِبل متطرّفين يهود، مساء الأحد، فيما أفاد ناشطون من النقب، بأنّ عناصر في الشرطة الإسرائيلية، حاولوا إقناع الشابّ بـ”التنازل عن الشكوى التي قدمها ضد المتطرفين”.
وصرح المحامي شحدة ابن بري، صباح الإثنين، أن “الشرطة اعتقلت المواطن صلاح الدين أبو زايد بعد الاعتداء عليه، الليلة الماضية، وما زال رهن التحقيق، وجرى إحالته إلى المحكمة”.
وجاء لاحقا، أن المحكمة قررت إطلاق سراح أبو زايد، فيما استأنفت النيابة العامة على القرار بعدما طلبت تمديد اعتقاله لمدة 6 أيام.
وأظهرت مقاطع مصوّرة تداولها ناشطون عبر موقع “فيسبوك”، قيام مجموعة عمَد أفرادها إلى إخفاء وجوههم باللثام، إلى مهاجمة شبان عرب في أحد الشوارع بمنطقة النقب.
وتنكّر أعضاء المجموعة بزيٍّ غير مكتمل للشرطة الإسرائيلية. كما سُمِع في أحد مقاطع الفيديو، كلام أحد الشبان العرب المُعتدى عليهم، والذي كان يخاطِب المُعتدين باللغة العبرية قائلا: “عرِّف عن نفسك إذا ما كنت شرطيًّا”، ليكتفي المعتدون بالسكوت، ما دفع الشاب إلى القول بغضب: “هيا أطلِق النار صوب رأسي”.
وأشار ناشطون إلى أن الزيّ الرسميّ للشرطة، ليس مماثلا لما ارتداه أفراد المجموعة المتطرفة، إذ كانوا يلبسون بناطيلَ خضراء تابعة للجيش الإسرائيلي، وليس للشرطة. كما ذكروا أنّ المجموعة هذه، منضوية تحت ما يسمى “سرية بارئيل”، الميليشيا المدنية.
كما أظهرت المقاطع أنّ المتطرفين، كانوا مسلّحين بأسلحة نارية، ومن بينهم من أشهروها، فيما أبقاها آخرون على خواصرهم.