حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” من الدمار والقتل الواسع المتوقع خلال عملية اجتياح مدينة رفح المرتقبة.
وقال المتحدث باسم يونيسف جيمس إلدر: “لم أشهد قط دمارا مثل ذلك الذي رأيته في مدينتي خانيونس وغزة، والآن يقال لنا أن نتوقع الشيء نفسه في رفح”.
وتابع إلدر في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية: “في الشهر الماضي رأيت مقابر جديدة يجري بناؤها في رفح، وكل يوم تجلب الحرب المزيد من الموت والدمار العنيف، خلال السنوات العشرين التي قضيتها مع الأمم المتحدة، لم أشهد قط دمارا مثل ذلك الذي رأيته في مدينتي خانيونس وغزة في قطاع غزة”.
وأدان إلدر استهداف الاحتلال الإسرائيلي للعاملين في مجال المساعدات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، مضيفا أنه “قبل أسابيع قليلة فقط، كان العالم يدين القتل غير المبرر لسبعة من عمال الإغاثة في قافلة للمطبخ المركزي العالمي، لقد كان ذلك حدثا قاتما آخر بالنسبة لغزة”.
وأوضح أنه “بعد أسبوع، تعرضت سيارة تابعة لليونيسف للقصف مرة أخرى أثناء محاولتها الوصول إلى من هم في أمس الحاجة للمساعدات.. الغضب من الهجمات يتلاشى وسط مآسٍ جديدة في غزة”.
وخلفت الحرب على غزة أكثر من 112 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار شامل، وفق بيانات فلسطينية وأممية.
وذكر المتحدث باسم اليونيسف أنه رأى “مقابر جديدة تمتلئ بالأطفال” في قطاع غزة، محذرا السلطات الإسرائيلية من مغبة توغل آخر يمكن أن يؤدي إلى “مقتل المزيد من المدنيين” في رفح.
وأشار إلى أن المدينة التي زعم الاحتلال سابقا أنها آمنة لجأ إليها نحو 1.5 مليون مدني، قائلا إن رفح “ستنهار إذا تم استهدافها عسكريا”.
وأوضح أن نحو 600 ألف طفل يعيشون في رفح وأنها أصبحت “موطن أكبر مستشفى متبق في غزة حاليا”، وهو المستشفى الأوروبي، مشددا على أن “غزة بحاجة إلى وقف فوري وطويل الأمد لإطلاق نار لأسباب إنسانية. كم مرة قلنا بل طالبنا بذلك؟”.
وأكد أيضا “وجوب إطلاق سراح جميع الرهائن، والوصول الآمن وغير المقيد للإغاثة الإنسانية، والمزيد من عمليات العبور لتلك الإغاثة”.
وقال إلدر: “تم تحذير العالم بشأن رفح. ويبقى أن نرى كم من العيون ستبقى أو تُجبر على الإغلاق”، في إشارة إلى أعداد الضحايا المتوقع سقوطها جراء الهجوم المحتمل.