07:30 ص
الأحد 26 سبتمبر 2021
كتب- أحمد مسعد:
لا يزال سد النهضة الإثيوبي قضية دول حوض النيل الأولى بشكل عام ومصر والسودان وإثيوبيا بشكل خاص؛ حيث نُشرت، أمس، دراسة تتحدى الجانب الإثيوبي بشكل علمي، وتفيد أن السد قنبلة مائية تهدد دولتي المصب.
“قنبلة مائية”.. بهذه الكلمة استهل الدكتور محمد نصر علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، تعليقه بشأن سد النهضة، وأن له مخاطر بيئية ويعاني مشكلات فنية بغض النظر عن أية دراسات قُدمت مؤخرًا، مشيرًا إلى تقرير اللجنة الدولية والمكاتب الاستشارية، التي خلصت إلى وجود أضرار جسيمة للسد، وأن إثيوبيا رفضت هذه التقارير؛ بل وشرعت في العمل دون إبلاغ الأطراف الأخرى.
وأشار علام في تصريح خاص أدلى به إلى “”، إلى أن السودان سبق وطالب بدراسة سلامة السد الإنشائية من قِبل شركة استشارية لصالح الدول الثلاث، مؤكدًا أن هناك عدة مخاطر على دولتَي المصب؛ أولها إنتاجه طاقة كهربائية تفوق استخدامات إثيوبيا، فإذا توقفت إثيوبيا عن توليد الكهرباء ستضطر إلى إغلاق فتحات المياه، وبالتالي ستصل كميات قليلة فقط إلى مصر والسودان وإصابتهما بشحٍّ مائي.
ولفت وزير الري الأسبق إلى أن سلامة السد يجب التأكد منها قبل الملء والتشغيل؛ لأن المشروع يهدد ما يقرب من 150 مليون مواطن مصري وسوادني.
وأعلنت مصر دراسة مصرية تكشف عن وجود كارثة تهدد أمان سد النهضة، بمشاركة الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري.
وأكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والمواد المائية بجامعة القاهرة، أن أرض السد منطقة زلازل وفوالق طبيعية، وكلما زاد حجم المياه زادت الفوالق، موضحًا أن إثيوبيا من أكثر البلاد نشاطًا في الزلازل؛ حيث شهدت 8 زلازل في السنوات الخمس الأخيرة تراوحت شدتها بين 4 و5.2 درجة على مقياس “ريختر”.
وقال شراقي، في تصريح خاص أدلى به إلى “”، إن من مخاطر تغيير السعة التي كانت مقدرة من 11 مليارًا إلى 73 مليار متر مكعب، مشيرًا إلى أن إثيوبيا لديها 4 انهيارات في مشروعاتها المائية.
وأوضح أستاذ الجيولوجيا والمواد المائية بجامعة القاهرة أن إثيوبيا لا تبحث سوى عن الهيمنة على نهر النيل؛ حتى تكون في وضع تفاوضي أفضل بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، مضيفًا: الذين قد يتعرضون للدمار هم دولتا المصب.
وانتهت أديس أبابا من تخزين ما يقرب من 10 مليارات متر مكعب بشكل أحادي، بينما تأثرت كل من السودان ومصر بسبب تمرير كمية مياه مخالفة لما أعلنته إثيوبيا والمقدرة بـ13 ونصف مليار متر مكعب.
وأكد الدكتور ضياء الدين القوصي، مستشار وزير الري السابق، أن السد مليء بالعيوب الفنية؛ وهو ما كشف عنه آبي أحمد نفسه، وغيَّر الشركة المسؤولة عنه، مشيرًا إلى أن منطقة السد نفسها تعاني نزاعًا حدوديًّا مع السكان المحليين.
وأضاف القوصي، في تصريح خاص أدلى به إلى “”، أن السودان أشد المتضريين من حدوث كارثة من سد النهضة؛ سواء أكانت انهيارًا جزئيًّا أم كليًّا، لافتًا إلى أن إثيوبيا خلال فترة الملء الثاني قدمت معلومات مغلوطة لدولتَي المصب.
جدير بالذكر أن المفاوضات متوقفة بين الأطراف الثلاثة، مصر والسودان وإثيوبيا، منذ أبريل الماضي، بينما وجه مجلس الأمن الدولي في آخر خطاب له بضرورة استئناف المفاوضات بسقف زمني وتحت رعاية الاتحاد الإفريقي.