129 سنة كهرباء.. كيف عرفت مصر تاريخ “النور”؟


04:00 ص


الأحد 06 مارس 2022

كتب- محمد صلاح:

قبل ١٢٩ عامًا كانت مصر مع انطلاقة جديدة وضعها رجل الأعمال الفرنسي شارل ليبون، وهو اسم يدين له المصريون بالفضل في إنارة أولى المدن المصرية.

ويرصد “” خلال السطور التالية كل المعلومات عن دخول الكهرباء إلى مصر ومختلف التفاصيل عن رجل الأعمال شارل ليبون..

مَن هو شارل ليبون؟

قد لا يعلم البعض من هو رجل الأعمال الفرنسي شارل ليبون؛ إلا أنه هو مَن أدخل الكهرباء إلى مصر، والتى بدأت منذ 1893 على يد رجل الأعمال الفرنسى؛ حيث إن التطبيقات الأولى للكهرباء كانت في فرنسا لأغراض الإنارة كانت عام 1880 أي بعد 13 عامًا فقط من استخدام فرنسا الكهرباء في الإنارة.

بدأ استخدام الكهرباء في الإنارة داخل مصر على يد القطاع الخاص بعد أن رخصت الحكومة المصرية لشركة ليبون الفرنسية إدخال الإضاءة بالكهرباء في العاصمة والإسكندرية عام 1893م، والتي كانت تحتكر إنارة شوارع القاهرة والإسكندرية منذ عام 1865م بغاز الاستصباح الناجم عن تقطير الفحم، وظلت حتى عام 1909 محتكرة إدخال الكهرباء للمدن إلى أن أنشأت الحكومة المصرية مصلحة البلدية التي تولت هذه المهمة.

أول وحدة لتوليد الكهرباء بالإسكندرية

في عام 1895 تم إنشاء أول وحدة بخارية لتوليد الكهرباء بمعرفة شركة ليبون الفرنسية بمحطة كرموز، وحرصت شركة الإسكندرية لتوزيع الكهرباء في ما بعد على وضع الوحدة البخارية الأولى في مصر التي يبلغ عمرها 123 عامًا داخل حجرة زجاجية للحفاظ عليها وتحويلها إلى مزار تحرص الوفود الأجنبية المهتمة بالكهرباء على زيارتها من حين لآخر.

الفرنسيون أوائل المشتركين في استخدام الكهرباء للإنارة

المحامي الفرنسي مانولدي الذي يقطن في 5 شارع صلاح سالم بالإسكندرية يعتبر أول مشترك في إدخال التيار الكهرباء في 11 مايو 1895، ويعتبر البنك العثماني بالإسكندرية ثاني مشترك على مستوى الجمهورية في نفس العام، وتعد جمعية البحارة والجنود “المركز الثقافي اليوناني حالياً” أول جمعية يتم إدخال التيار الكهربائي لها عام 1898، وأول مسجد يتم إنارته باستخدام الكهرباء هو مسجد النبي دانيال بالإسكندرية في 14 يناير عام 1901، والكنيسة الإنجيلية في 26 فبراير 1896، وأول قنصلية تشترك في التيار الكهربائي هي القنصلية الفرنسية بالإسكندرية عام 1898، وكانت تتم محاسبة المشتركين بعدد اللمبات وقوتها الموجودة لديهم إلى أن تم تركيب عدادات الكهرباء.

في عام 1904 أنشأت الحكومة المصرية مصلحة البلديات لتتولى إضاءة المدن بالكهرباء، وتعد مدينة الزقازيق أول مدينة دخلتها الكهرباء على يد المجالس البلدية؛ في عام 1909م، وتلتها بني سويف وأسيوط عام 1911م.

ولم يزد عدد المدن التي دخلتها الكهرباء في مدة 25 سنة (1909م- 1923م) على ست مدن، وترجع قلة عدد المدن المكهربة في الفترة الأولى إلى أثار الحرب العالمية الأولى وما بعدها مباشرة نظراً للظروف الاقتصاديـة التي مرت بها البلاد في ذلك الوقت، وأيضًا نقص الفحم المستورد من الخارج وهو الوقود الذي كان يستخدم في توليد الكهرباء، أما في الفترة الثانية فترجع زيادة عدد المدن المكهربة إلى أن إدارة المجالس البلدية التابعة للحكومة أسرعت في تنفيذ البرنامج الخاص بإدخال الكهرباء إلى أهم المدن الإقليمية بالدولة.

٧٣ محطة لتوليد الكهرباء

في عـام 1936 كان يوجد في مصر نحو 73 محطة توليد الكهرباء، وبلغت القدرة الاسمية لها نحو 195 ميجاوات، تنوعت كالتالي: المحطات البخارية بنسبة 72%، الديزل بنسبة 27%، المائية بنسبة 1%، وتميزت الطاقة الكهربائية المتولدة وقتها بأنها كانت مركزة جغرافياً بشدة؛ حيث حظيت ثلاثة أقاليم بنحو 83% من الكهرباء التي أنتجتها مصر عام 1936م، بنسبـة 35% في القاهــرة، و26% في الإسكندرية، و22% في شمال الدلتا.

إنشاء وزارة الكهرباء عام 1964 والتطور السريع للقطاع

في عام 1961 أعلنت مصر تأميم شركة ليبون الفرنسية بالإسكندرية، وبذلك أصبحت مؤسسة الكهرباء تشرف على 95% من القدرة الكهربائية المركبة في مصر، وفي عام 1964 تم إنشاء وزارة الكهرباء وهيئة كهربة الريف ودخلت مصر خلالها عصر الكهرباء المائية نتيجة إنشاء محطة خزان أسوان ومحطة السد العالي، بالإضافة إلى إنشاء عدة محطات حرارية أخرى كبيرة، وبالتالي زيادة القدرات الاسمية المركبة زيادة كبيرة، وتم إنشاء الشبكة الكهربائية الموحدة عام 1967م، بالإضافة إلى زيادة الأحمال والإنتاج وأطوال شبكات النقل والتوزيع وسعات محطات المحولات ودخول مشروع كهربة الريف حيز التنفيذ على نطاق واسع.

أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية في العالم

تعتبر محطة المعادي للطاقة الشمسية التي أنشأها المهندس الأمريكي فرانك شومان، المُتخصص في مجال الطاقة الشمسية، عام 1911، أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية في العالم، وكانت تحتوى على 5 جامعات للطاقة الشمسية، كُل منها بطول 62 مترًا وعرض 4 أمتار، وتفصل بينها 7 أمتار، واستمر تشغيل المُحركات لفترة أقل من عام.