أصالة ومعاصرة
أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، أن المؤتمر يجسد المعنى العظيم للتشاور، وينطلق من هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية التي تبنت هذا المبدأ العظيم منذ نشأتها على يد الإمام المجدد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، طيب الله ثراه، وهي تحمل رسالة الإسلام الصافية، وتنشر مبادئ العدل والرحمة والوسطية والاعتدال في منهج أصيل، أصبح مثالا يحتذى وأثرا يقتفى في الدعوة إلى الله تعالى وفق منهج الكتاب الكريم، والسنة النبوية، وفهم سلف هذه الأمة.
وأوضح أن هذا المنهج يجمع بين الأصالة والمعاصرة، والحفاظ على الثوابت، والأخذ بالمتغيرات فيما يحقق المصلحة الدينية والدنيوية، مؤكدا أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، تدعو العالم أجمع إلى هذا المنهج الذي يحمل الخير والرحمة والدعوة والاعتدال، ونبذ الغلو والتطرف والانحلال والإلحاد.
وأشار الشيخ الدكتور عبداللطيف إلى أهمية اجتماع اليوم في التشاور والتعاون اللذين يخدمان منهج الإسلام الوسطي المعتدل بسبب تصاعد حدة خطابات العنف والتطرف، وركوب جماعات من أهل الأهواء مناهج فاسدة، أساءت لسماحة الإسلام وعدله. بناء حضاري
بيّن آل الشيخ أن التوظيف السياسي للعمل الإسلامي لدى بعض الجماعات الحزبية جعل الدين سلمًا لتحقيق أهدافهم، ولو على حساب الدين، داعيا إلى تكثيف الجهود من أجل معالجة توظيف الدين للسياسة، ولافتا إلى أن الحاجة اليوم للاجتماع تعظم في ظل تفشي البدع والمحدثات في الدين، ومحاولة تسطيح فهم الإسلام، وقصره على بعض الشعائر المخترعة، ليكون أهله أبعد الناس عن حقيقة الاتباع لمحمد، صلى الله عليه وسلم، الذي جاء بمنهج واضح يجمع بين متطلبات الروح والجسد، وبين العمل للدنيا وعمارتها بالخير والبناء الحضاري.
خطى كبيرة
أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لـ«الوطن» أن «بوادر قبول وتأييد المؤتمر كبيرة وعظيمة من كل العلماء والمفكرين والمفتين والمشيخات في العالم، مما يدعو إلى التفاؤل، ويجعلنا نستشعر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا»، مشيرا إلى أن «ما أبداه المشاركون في المؤتمر من امتنان وتقدير للقيادة الرشيدة على قيامها وتنظيمها هذا العمل الجليل في أطهر بقاع الأرض والمعمورة، وفي مملكتنا الغالية، يؤكد النهج السليم للقيادة، وأن حكومتنا تسير خطى كبيرة في توحيد صفوف المسلمين».
وأضاف آل الشيخ: «من يخالف هذه التوجهات السامية التي تقوم عليها المملكة العربية السعودية، والتي بنيت على المنبع الصافي للكتاب والسنة المطهرة والسلف الصالح، يكون متطفلا على الإسلام أو مسترزقا منه، وهذه الأمور لا تبقى، ولا يبقى إلا الصحيح».
الخطاب الديني
لفت مفتي جمهورية كازاخستان، الشيخ نوريز باي حاج تاغانولي أوتبينوف، إلى أنه في الأيام الأخيرة، وفي عدد من الدول الأوروبية، تكررت حوادث حرق القرآن الكريم الذي يعدّ كتابا مقدسا بالنسبة للمجتمع الإسلامي، داعيا إلى إصدار بيان مشترك، لإدانة هذه الأحداث الدنيّة.
إثر ذلك، ألقى رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور محمد مطر الكعبي، كلمةً أكد فيها أن المشاركة في هذا المؤتمر جاءت للتواصل والتكامل بين العلماء والمفتين والقادة الدينيين والمسؤولين المعنيين في الخطاب الديني في العالم، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يأتي في خضم تحديات كبيرة ونوعية تعصف بمنظومة القيم الإنسانية التي دعت إليها الرسالات السماوية الخالدة، وأجمعت عليها العقول السليمة، وأقرتها المناهج التربوية القويمة، ومن أهمها القيم الإيمانية.
وأكد تعرض قيم الاعتدال والتسامح لتحديات فكرية وسلوكية تقوم بها تيارات الإسلام السياسي التي تخطف المفاهيم الإسلامية الراقية، وتفسّر النصوص الدينية بتفسيرات متطرفة، تغسل بها عقول أتباعها، وتحرضهم من خلالها على العنف والإرهاب، وتدعوهم إلى التنمر على الآخرين، والخروج على ولاة أمر المسلمين، والتنكر لأوطانهم ومجتمعاتهم تحت شعارات براقة مضللة
المستجدات والمتغيرات
أشاد المفتي العام إمام الجامع الكبير بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي، بجهود المملكة العربية السعودية الذي تبذلها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين في مختلف مجالات العمل الإسلامي بسائر أنحاء العالم.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر يلامس حاجة ماسة للأمة الإسلامية جمعاء لمواجهة ما يظهر من المستجدات والمتغيرات في قضايا عصرية متشعبة، يحتاج حلها إلى بصيرة لأصول شريعة الإسلام وقواعدها ومقاصدها، ومعرفة أوجه دلالتها. مهمة أساسية
ألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، كلمةً أعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الفكري والعلمي المتميز الذي يتناول موضوعا يقع في صلب مهمة أساسية للمنظمة، ألا وهي تعزيز الوحدة الإسلامية، والعمل على رصِّ صفوف الأمة، والدفاع على القيم الإسلامية، وتحقيق التكامل فيما بينها في كل المجالات التي تعود بالنفع على شعوبها.
وقال: «مؤتمر «تواصل وتكامل» يأتي في ظل تحديات جمّة تواجهها الأمة الإسلامية، من تطورات سياسية وتحديات فكرية ونزعات عدوانية، لتشويه صورة الإسلام، وتتطلب منا الوقوف في وجه هذه النزعات والتيارات المعادية، واستحضار مفهوم الوحدة الإسلامية التي اتسمت بأنها وحدة حضارية ثقافية إنسانية تقوم على التعاون والتماسك والتفاعل، وإثراء الحضارة الإنسانية في جميع المجالات، من التعليم والثقافة والفكر والاقتصاد»، مضيفا أن استضافة المملكة العربية السعودية هذا المؤتمر المهم يؤكد مكانتها كفاعل حقيقي في دعم التوجهات الإيجابية للأمة الإسلامية، والعمل على نهضتها.