وانزلق السودان إلى الصراع في أبريل من العام الماضي، عندما تحولت التوترات المتصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى قتال مفتوح في العاصمة الخرطوم، وأماكن أخرى في جميع أنحاء البلاد.
وتحتاج الحملة الإنسانية للأمم المتحدة إلى نحو 2.7 مليار دولار هذا العام لتوصيل الغذاء والرعاية الصحية، وغيرها من الإمدادات إلى 24 مليون شخص في السودان؛ أي ما يقرب من نصف سكان السودان البالغ عددهم 51 مليون نسمة. تبرع ودعم
ويشارك أعضاء المجتمع المدني السوداني والمنظمات غير الحكومية المحلية في اجتماع باريس، لكن لم يتم تمثيل الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع المنافسة.
وحتى الآن، قدم الممولون 145 مليون دولار فقط، أي حوالي 5%، وفقًا لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، والمعروف باسم أوتشا.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، المجتمع الدولي على التبرع بسخاء ودعم جهود الأمم المتحدة المنقذة للحياة لمساعدة الشعب السوداني المحاصر في «كابوس إراقة الدماء».
التمويل الإنساني
وقال غوتيريش في رسالة بالفيديو إلى مؤتمر باريس: «لا يمكننا أن نترك هذا الكابوس يختفي عن الأنظار»، وأضاف: «لقد حان الوقت لدعم الشعب السوداني، لقد حان الوقت لإسكات البنادق».
وقال وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورن، إن الهدف من المؤتمر هو حشد التمويل الإنساني لمساعدة الشعب السوداني الذي وقع ضحية «حرب رهيبة» و«لا مبالاة دولية».
وأضاف: «إنها مهمة هائلة» و«إنها حرب لم يكن الشعب السوداني يريدها، حرب لا تنتج إلا الفوضى والمعاناة».
وقال مفوض إدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي، يانيز لينارسيتش، إن الاتحاد المؤلف من 27 عضوًا يسعى إلى ضمان عدم نسيان السودان في الوقت الذي تهيمن فيه الحروب في غزة وأوكرانيا على الأخبار الدولية، و«إن شعب السودان، العالق في هذه الحالة الطارئة، يكاد يكون غير مرئي على الإطلاق»، حيث تحول السودان إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية على الإطلاق في القارة الأفريقية، وأضاف: «من واجبنا ألا نغض الطرف». طرق تفاوضيةوقادت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في البداية الجهود المبذولة لإيجاد طريقة تفاوضية للخروج من الصراع، ولكن رفض طرفا الصراع إنجاح تلك الجهود، حيث قام الجيش، بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، بتقسيم الخرطوم وتبادل إطلاق النار العشوائي على بعضهما البعض، وفي عام 2021، كان البرهان ودقلو حليفين غير مستقرين، حيث قادا انقلابًا عسكريًا، و أطاحوا بالحكومة المدنية المعترف بها دوليًا. والتي كان من المفترض أن تقود عملية التحول الديمقراطي في السودان.
وقال عبدالله الدردري، المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: «المجاعة حقيقة واقعة في السودان»، وناشد الدبلوماسيين المجتمعين في باريس المساعدة في تسهيل وصول عمال الإغاثة الإنسانية، وتمويل المساعدات الحيوية لملايين الأشخاص المحاصرين في الصراع الذي «يتدهور بسرعة بسبب عدم احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي».
ضحايا الحرب
وقُتل أكثر من 14 ألف شخص، وأصيب ما لا يقل عن 33 ألفًا في الحرب المستمرة منذ عام، واضطر ما يقرب من 9 ملايين شخص إلى الفرار من منازلهم إما إلى مناطق أكثر أمانًا داخل السودان أو إلى الدول المجاورة، وفقًا للأمم المتحدة، ويتفشى الجوع والنزوح المستمر، وتحول جزء كبير من البنية التحتية في البلاد -المنازل والمستشفيات والمدارس- إلى أنقاض.
كارثة المجاعة في السودان
يحذر عمال الإغاثة من أن السودان يتجه نحو كارثة مجاعة واسعة النطاق، مع احتمال حدوث موت جماعي
في الأشهر المقبلة انهارت شبكات إنتاج وتوزيع الغذاء، ولم تعد وكالات الإغاثة قادرة على الوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا اتسم الصراع بتقارير واسعة النطاق عن وقوع فظائع، بما في ذلك عمليات القتل والتشريد والاغتصاب، لا سيما في منطقة العاصمة والمنطقة الغربية من دارفور
يعاني ما لا يقل عن 37% من السكان في مستوى الأزمة أو أعلى من الجوع، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية
حذرت منظمة إنقاذ الطفولة من أن نحو 230 ألف طفل وامرأة حامل وأمهات حديثي الولادة قد يموتون بسبب سوء التغذية في الأشهر المقبلة