08:30 ص
السبت 20 نوفمبر 2021
مرت الجمعة ذكرى مرور 200 سنة على ميلاد واحد من أهم وأعظم الكتاب والمبدعين والفلاسفة في العالم الحديث، الذي تُرجِمت كتبه وأعماله لأكثر من 170 لغة، وهو الكاتب الروسي “فيودور ميخايلوفيتش ديستويفسكي”.
ولِد “دوستويفسكي” في موسكو عام 1821، وبدأ قراءته الأدبية في عُمرٍ مُبكّر من خلال قراءة القصص الخيالية والأساطير من كُتّاب روس وأجانب.
في مُنتَصف أربعينيات القرن الـ19 كَتب روايته الأولى المساكين التي أدخلته في الأوساط الأدبية في سانت بطرسبرج حيث كان يعيش، وأُلقيَ القبض عليه عام 1849 لانتمائه لرابطة بيتراشيفسكي وهي مجموعةٌ أدبية سريّة تُناقِش الكتب الممنوعة التي تنتقد النظام الحاكِم في روسيا وحُكِم عليه بالإعدام، ولكن خُفف الحُكم في اللحظات الأخيرة من تنفيذه، فقضى 4 سنوات في الأعمال الشاقّة تلاها 6 سنوات من الخدمة العسكرية القسرية في المنفى.
في السنوات اللاحقة، عَمِل دوستويفسكي كصحفيّ، ونَشر وحرّر في العديد من المجلّات الأدبية، وواجه صعوبات مالية بعد أن سافر لبلدان أوروبا الغربية ولعب القِمار، ولبعض الوقت، اضطر فيودور للتسوّل من أجل المال، لكنه في نهاية المطاف أصبح واحداً من أعظم الكُتّاب الروس وأكثرهم تقديراً واحتراماً.
لاقت رواية “الشبيه” بعد نشرها نقدًا سلبيًّا، وكانت صحّة ديستويفسكي، تزداد سوء وتعرض لنوبات الصرع أكثر من ذي قبل، ولكنّه واصل الكتابة.
وخلال الفترة من 1846 إلى 1848 أصدر عدّة قصص قصيرة نُشِرت في مجلة حوليات أرض الآباء؛ من هذه الروايات السيد بروخارشين وربة البيت وقلب ضعيف والليالي البيضاء، وتلك القصص لم تلق نجاحًا ومعظمها قوبلت بآراء مختلفة، ما أوقعه في مشكلات ماليّة مرة أخرى، لذلك انضمّ إلى رابطة بيتيكوف الاشتراكية الطوباوية التي ساعدته للنجاة من حالته البائسة.
تتضمّن أعمال دوستويفسكي روايات، وروايات قصيرة، وقصص قصيرة، ومناشير، وإبيجراما، ولمريكة، وشعر، وكَتَب أكثر من 700 رسالة، ضاع العشرات منها.
عبّر دوستويفسكي عن أفكاره الفلسفية والدينية والنفسية من خلال كتاباتِه، التي تحكي قصصه مواضيع عن الانتحار والفقر والخداع والأخلاق، مواضيعه النفسيّة حكى فيها عن الأحلام حيث ظهرت في قصّة الليالي البيضاء، وعلاقة الأب وابنه كما ظهر في المراهق، وتظهر في كثير أعماله نواحي تكوين المجتمع الروسي الفوضوي في ذلك الوقت، أعماله المبكرة تُظهِر المجتمع من خلال الطبعانية والواقعية الأدبية.
وبسبب تأثّره الكبير بالكُتّاب الذين قرأ لهم، كان كثيرًا ما يقتبس منهم وأسلوبه مشابه لهم لحدّ كبير، أدّى ذلك لاتهامه بالسرقة الأدبية في أعماله المُبكّرة، ولكن مع مرور الوقت أصبح لديه أسلوب خاصّ به.
تغلب الفلسفة على أعمال دوستويفسكي، على الرغم من قوله بنفسه أنه ضعيف في الفلسفة، كتب صديقه نيكولاي ستراخوف يصفه: “أحب ديستويفسكي تلك الأسئلة حول ماهيّة الأشياء وما وراء حدود المعرفة، العديد من الأفكار الفلسفية المطروحة في مذكراته والإخوة كارامازوف”.
تضمّنت أعمال دوستويفسكي 15 رواية ورواية قصيرة، و17 قصّة قصيرة، و5 ترجمات، والكثير من المقالات والرسائل، أبرزها روايات: “المساكين، والإنسان الصرصار، والجريمة والعقاب، والأبله، والشياطين، والإخوة كارامازوف”، والكثير من رواياتِه صدرت مُقسّمة لأجزاء نُشِرت في الصحف والمجلّات الأدبية الروسية.