وقال ميتوديجا ميهاجلوف الذي غرق الطابق السفلي لمطعمه في مانهاتن بمياه بلغ ارتفاعها 76 ملم «أبلغ من العمر 50 عاما ولم أشهد قط هذا الكم من المطر»، وقال «وكأننا نعيش في الأدغال، إنه أشبه بأمطار استوائية، أمر لا يصدق، كل شيء غريب هذا العام».
رحلات المطارات
وألغيت مئات الرحلات في مطارات لاغوارديا وجون كينيدي، إضافة إلى نيوارك الذي أظهر مقطع فيديو أحد مبانيه غارقا في المياه، وأدت الفيضانات إلى إغلاق طرق رئيسية في عدة أحياء بينها مانهاتن وذي برونكس وكوينز، فيما أنقذت أجهزة الطوارئ مئات الأشخاص.
وضرب الإعصار آيدا ولاية لويزيانا جنوبا نهاية الأسبوع، محدثا فيضانات كبيرة وأعاصير فيما خلف دمارا في الشمال، وأعلنت حاكمة نيويورك كاثي هوشول حالة الطوارئ، فيما تسببت العاصفة بفيضانات ضخمة في العاصمة المالية والثقافية للولايات المتحدة، وأدت إلى وقوع أضرار كبيرة في أحياء مثل بروكلين وكوينز.
ولقي تسعة أشخاص حتفهم في مدينة نيويورك، بينهم ثمانية لم يتمكنوا من الهرب من الطوابق السفلية لمبان في كوينز وبروكلين، بحسب الشرطة، وتراوحت أعمار الضحايا بين عامين و86 عاما، وقتل أربعة أشخاص في إليزابيث في نيوجيرزي، حيث أعلنت أيضا حالة الطوارئ، وفق ما أفاد ناطق باسم رئيس البلدية فرانس برس، فيما تأكدت وفاة آخر في باسيك.
قتلى
وتحدّثت وسائل إعلام محلية عن مقتل 22 شخصا على الأقل في منطقة نيويورك، وبدت السماء صافية في نيويورك صباح الخميس لتعود الحياة تدريجيا إلى طبيعتها في المدينة، فيما كانت آثار كارثة الليلة السابقة ماثلة، وأبعد السكان غصون الأشجار التي سقطت عن الطرقات فيما استؤنفت خدمات المترو ببطء.
وانقطعت الطاقة عن نحو 98 ألف منزل في بنسلفانيا و60 ألفا في نيوجيرزي و40 ألفا في نيويورك، وفق موقع «باور آوتيج.يو إس» المتخصص، وتحدث رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو في تغريدة عن «حدث تاريخي في الأحوال الجوية الليلة تمثل بهطول أمطار قياسية على أنحاء المدينة وفيضانات عارمة وظروف خطيرة في شوارعنا».
وأصدرت المدينة تحذيرا غير مسبوق من الفيضانات داعية السكان إلى التوجه للمرتفعات، وأظهرت تسجيلات مصورة السيارات غارقة في المدينة، فيما حضت السلطات السكان على عدم قيادة سياراتهم في الشوارع التي غمرتها المياه، وقال فرع هيئة الأرصاد الوطنية في نيويورك على تويتر «لا تعرف مدى عمق المياه والوضع خطير للغاية».
وسجلت الهيئة سقوط 80 ملم من الأمطار في سنترال بارك في غضون ساعة فقط، وهي نسبة غير مسبوقة في المنطقة، ونادرا ما يشهد ساحل شمال شرق الولايات المتحدة عواصف كهذه، وتأتي العاصفة مع ارتفاع درجات حرارة سطح المحيطات جراء تغير المناخ.
ويشير العلماء إلى أن الاحترار يجعل الأعاصير أكثر قوة وتحمل كميات أكبر من المياه، ما يمثل تهديدا متزايدا لسكان المناطق الساحلية حول العالم، وقال السناتور الديمقراطي تشاك شومر «نواجه الاحتباس الحراري وسيزداد الأمر سوءا أكثر فأكثر ما لم نفعل شيئا بشأنه».
وفي آنابوليس، على بعد 50 كلم عن عاصمة الولايات المتحدة، حطمت زوبعة أشجارًا وأدت إلى سقوط أعمدة كهرباء.
خطر وقوع
زوابع وحذرت هيئة الأرصاد الوطنية من أن تهديد الزوابع سيبقى قائما فيما تجري مراقبة احتمال وقوعها في أجزاء من كونيتيكت وشمال نيوجيرسي وجنوب نيويورك.
وأفاد حساب الهيئة المخصص لمدينة فيلادلفيا في تغريدة ليل الأربعاء «الوضع خطير للغاية وتشهد مقاطعة سومرسيت وغيرها في المنطقة فيضانات مفاجئة يحتمل أن تكون مميتة»، فيما نشرت صورة لسيارة عالقة في المياه.
ويتوقع أن يواصل آيدا تحركه شمالا حاملا معه أمطارا غزيرة الخميس إلى نيو إنجلاند.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس جو بايدن غدا إلى لويزيانا، حيث دمر آيدا مبان وأدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون منزل.